نكبة تلد نكبات

الكاتب: رامي مهداوي

رام الله-شبكة راية الاعلامية

بقلم: رامي مهداوي

ولدي العزيز...

اليوم 15-5-2013 ذكرى ال(65) للنكبة، عندما تكبر ستعلم بأن هذا التاريخ من أهم التحولات والمنعطفات التي واجهها شعبنا الفلسطيني، ستقرأ وتفكر ما النكبة؟ وربما تسأل معلمك في الجامعة هل إنتهت النكبة؟ وتمضي بين الكتب والمراجع محاولاً أن تفهم ما لم نفهمه حتى هذه اللحظة؟ وتجيب على سؤال لم نعرف الإجابة عليه ماذا بعد النكبة وأين نحن منها؟

اذا أردنا تعريف النكبة: فهي "كارثة تجسّد أول موجة تهجير وابعاد قصري للفلسطينيين من أرضهم. بالنسبة لنا الفلسطينيين تمثل النكبة مصادرة الأراضي وتهجير وطرد 800000 فلسطيني من منازلهم. أصبح عدد اللاجئين وأولادهم وأحفادهم بعد 65 عام من النكبة أكثر من 5 ملايين لاجئ. لا يزال معظم هؤلاء اللاجئين يعيشون في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي البلدان العربية المجاورة."

ذلك هو التعريف الإجرائي لما حدث من حيث الزمن والمكان، لكن النكبة إستمرت بأشكال مختلفة وأدوات جديدة يعاني منها شعبنا حتى هذه اللحظة، وحتى تعاطينا مع النكبة بمختلف المجالات أصبح برأيي نكبة تلد نكبة.. نكبة..... نكبات.

وحتى بعيداً عن النكبة بتعريفها السابق، أجد بأن جميع مكونات النظام السياسي والملفات السياسية هي نكبة!؟ فكيفية تعاملنا مع القدس نكبة!! كيفية تعاملنا مع الجدار نكبة!! كيفية تعاملنا مع ذاتنا كشعب تحت الإحتلال نكبة!! كيفية تعاملنا في بناء مؤسساتنا " الحزبية، الحكومية، الأهلية....الخ" نكبة!! النكبة نكبة...

نعم حتى في أدوات النضال ضد الإحتلال أصابتنا نكبة داخلية، إختلفنا كيف نقاطع البضائع الإسرائيلية أم بضائع المستوطنات أم الإثنين معاً!؟ في صياغة الكلمات لبيان ما أو كلمة ما إختلفنا على الكلمات ومدلولاتها في تركيب الجملة ( العودة طريق الوحدة أو الوحدة طريق العودة)!! كيفية التحدث مع الإسرائيلين؟ كيفية التحدث مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى في كيفية خطابنا مع ذاتنا إختلفنا!!

قتل الفلسطيني الفلسطيني ماذا يسمى غير نكبة؟! إنقسام فتح وحماس الضفة وغزة ماذا يسمى غير نكبة؟! ضياع الشتات وفلسطينيي المهجر والبعض تناساهم ماذا يسمى غير نكبة؟! عدم إحترامنا للقانون نكبة، عدم إحترام إختلافاتنا نكبة، قتل المرأة نكبة، الأمراض المجتمعية التي يعززها البعض لمصالح خاصة أيضاً نكبة، عدم علاج المريض بالشكل الصحيح من قبل الطبيب نكبة، تخوين بعضنا البعض نكبة، تكفير بعضنا البعض بنكبة، ضياع روح العمل الجماعي وتعزيز الفردية نكبة، تعددة أشكال النكبة والنكبة واحدة.

في هذا اليوم علينا الذهاب لأبعد من تعريف النكبة، ونراجع سياسات وأدوات أكل عليها الدهر وشرب، نراجع ذاتنا في كيفية الخروج من عنق الزجاجة، وكأننا ولدنا فقط لإحياء ذكرى النكبة دون خلق أدوات جديدة لوضع الحق أمام العالم، نعم كل يوم هناك نكبة، فالنكبة تلد نكبات يا ولدي.