الإخوان يمولون "رابعة" و"النهضة" بأموال زكاة عيد الفطر

رام الله- شبكة راية الإعلامية:

كشف اللواء محمود خلف، خبير الشؤون الاستراتيجية والأمنية، أن جزءاً كبيراً من التمويل الخاص بالإعاشة لمعتصمي ميداني رابعة العدوية والنهضة هو حصيلة زكاة الفطر من المؤيدين، علاوة على تبرعات مادية كثيرة من أعضاء وقادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

ولفت خلف، في حديث لـ"العربية.نت"، إلى أن الإشارات المرورية صارت من دون متسولين وباعة جائلين، رغم أن هذه ظاهرة كانت منتشرة، حيث تم استقطاب هذه الفئات إلى مكان الاعتصامين، ويتم تصويرهم على أنهم يستحقون أموال الزكاة فيكونون غطاءً شرعياً لجمع زكاة الفطر في هذا المصرف لإطعام الفقراء وجزءاً من الحشد.
وكشف اللواء خلف أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بالاتفاق مع أربع شركات عالمية للدعاية والعلاقات العامة لتزيف لها الحقائق، وإدارة العملية الإعلامية بالتعاون مع فضائية دولية، وهذه الشركات تحتاج إلى مبالغ هائلة تضاف إلى تكلفة الاعتصامات ويسدد التنظيم الدولي للجماعة هذه التكلفة للشركات الأربع بالتعاون مع دولة أخرى.
محرّم شرعاً
ومن جهته، شدد الدكتور فوزي الزفزاف، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أنه لا يجوز أن يتم جمع أموال الزكاة للإنفاق على إعاشة هذه الاعتصامات، فإن هذا محرم شرعاً، وكذلك الحال بشأن تبرعات أهل الخير للجمعيات الأهلية؛ لأن ما يحدث في رابعة هو ضد مصلحة الوطن ويخالف الإسلام لأنهم يقطعون الطرق ويعتدون على حرمة الأهالي.
وأضاف الزفزاف أن الجمعيات التي تنفق الصدقات والتبرعات التي يتم جمعها على اعتصامات مؤيدي الرئيس المعزول.. إنما تخالف قول الله تعالى في كتابه الحكيم: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم). فإذا نظرنا لهذه الآية الكريمة فلا نجد فيها المعتصمين.
3500 جمعية أهلية
وتمويل الاعتصام مُحاط بالسرية والتمويه والغموض، لكن الدكتور مجاهد الزيات، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط, يكشف في تصريح لإحدى الفضائيات أن تمويل اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة يتكلف ملايين الجنيهات، ويتم من خلال رجال الأعمال المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن هناك 3500 جمعية أهلية تابعة للجماعة الإخوانية يمكن أن توفر التمويل.
كما أكد وجود تسريبات بخصوص قيام بعض الجمعيات بتوفير أغذية ومستلزمات الإعاشة لـ"رابعة"، ومنها "ابدأ" التي تتبع رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، و"الأورمان"، و"رسالة"، وهو ما دفع هذه الأخيرة إلى أن تنفي في إعلانات عن نفسها الانتماء لأي تيار، في إشارة إلى "الإخوان".
واعترف الدكتور أحمد البرعي، وزير التضامن الاجتماعي الذي تختص وزارته بالرقابة على "الجمعيات الأهلية"، اعترف قبل أيام بصعوبة تتبع مصادر تمويل رابعة، وقال: "نحن على يقين بوجود تمويل، لكن تحديد المبالغ أمر يحتاج إلى وقت".
ومن جهته، أوضح المتحدث الإعلامي لحركة "إخوان بلا عنف" التي تقود حملة داخل "الإخوان" لسحب الثقة من المرشد العام للجماعة، حسين عبدالرحمن، لـ"العربية نت" أن دعم المعتصمين مادياً يتم من خلال اشتراكات الجماعة السنوية، حيث يتم تحصيل اشتراكات بنسبة 2% من دخول الأعضاء الإخوانيين، وكذلك تعتمد الجماعة في الإنفاق على إعاشة المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول في رابعة والنهضة على تبرعات رجال الأعمال من أبناء الجماعة سواء من أعضاء التنظيم بمصر أو على مستوى العالم، وهم بالآلاف، ومن أهمهم المهندس خيرت الشاطر ورجل الأعمال حسن مالك، على حد قوله.
تحصينات وتسليح وإعاشة
ويواصل أتباع جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، للأسبوع السابع على التوالي الاعتصام بميداني رابعة العدوية والنهضة بالعاصمة المصرية للضغط من أجل عودة ما يسمونه "الشرعية" وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وتشير الشواهد والصور القادمة من رابعة تحديداً، إلى بناء أسوار خرسانية، وسواتر ترابية تشبه الدشم الحربية، وتسليح أعضاء الجماعة بالخوذات و"الدروع" والشوم، وحتى البنادق، أثناء التدريبات والحراسة، فضلاً عما يتردد عن وجود ترسانة من الأسلحة جرى تخزينها هناك، وهو الأمر الذي جعل قرار الحكومة بفض الاعتصام يراوح مكانه.
وإذا كانت هذه التحصينات والأسلحة والتدريبات تحتاج أموالاً طائلة فإن الوجه الآخر للإنفاق لا يقل عن سابقه وهو الإعاشة الكاملة لنحو 50 ألف شخص، من مأكل ومشرب وكافة وسائل الترفيه.. إضافة إلى بند الأجور للغرباء (بواقع 200 جنيه يومياً)، والبدلات المالية لأعضاء الجماعة (150 جنيه يومياً)، إضافة إلى عمليات إغراء للجميع في ظل بطالة طاحنة وأحوال معيشية متدهورة لملايين المصريين، ناهيك عن البث المباشر للعديد من الفضائيات من خلال المركز الإعلامي برابعة الذي يتواصل مع العالم الخارجي، وما يعنيه ذلك من كلفة مالية.

المصدر: وكالات