بلدة الزاوية تاريخ وهوية ثقافية يهددها الاستيطان والجدار
رام الله- شبكة راية الإعلامية:
تعود تسمية البلدة لوجود الزوايا الصوفية للمتصوفين والفقراء منها او ما يعرف بالخلاوي والزاوية مأوى او مكان كان يتخذها الصوفيون طلبا للخلوة و العبادة .
و تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس وتبعد عنها 36كم، وتتبع إدارياً لمحافظة سلفيت وتقع غرب مدينة سلفيت وتبعد عنها 15كم وترتفع عن سطح البحر 240م، وهي ملاصقة للخط الأخضر يحدها من الغرب مدينة كفر قاسم وقرية مجدل يابا (مجدل الصادق) المدمرة عام 1948 ومن الجنوب رافات ودير بلوط ومن الشمال مسحة ومن الشرق بديا وسرطة.
وتقع البلده ضمن مرتفعات وسط فلسطين؛ فهي مقامة على مجموعة هضاب باتجاه شرقي غربي تحيطها المرتفعات من كل جانب، حيث تشكل الحماية الطبيعية الأمر الذي كان سبباً في اختيار الموقع كمركز استقرار بشري، ومن هذه الهضاب:النجمة والهدد وقصر حازم والجلجل وميون.
المواقع التاريخية:
ان تعدد المواقع الاثرية والتاريخية في اراضي بلدة الزاوية هي انعكاس للتراث والهوية الثقافية والحضارة ففيها المقامات الدينية مثل الشيخ هلال والشيخ قاسموالينابيع والعيون و يقدر عمر البلدة بـ 1600 سنة ولعل ما يفسر هذا أو يؤكده وجود عدد من الخرب التي يعتقد انها رومانية ومن اهمها :
- سيريسيا: تقع الى الغرب من البلدة وعلى بعد 3 كم منها ، وتقوم على بقعة قرية Bethsarisa” في العهد الروماني، يرى بعضهم أن ( سيريسيا) هي(بعل شليشه)القرية الكنعانية ، وتحتوي الخربة على بقايا أبنية وسور محيط وبيوت فيها عضادات أبواب وقطع عمود ومغر منقورة في الصخر ومقابر كما يوجد عدة أشكال ومدارج حجرية ومن آثارها"قرنة النواميس .
- دير قسيس: تقع غرب البلدة وتحتوي على محاجر ومدافن منقورة في الصخر،واهم معالمها اثار الخنادق التي اقامها الجيش الاردني،والمسجد العمري: بناء مهُدم بسبب العوامل الجوية وطول الفترة الزمنية التي مرّت عليه بدون ترميم، ولا يوجد من بقاياه سوى المدخل الأمامي.
و الصبّانة: وهي منطقة صناعة الصابون في الدير، ومعالمها واضحة ،والبدّ: مكان بجانب الصبانة يُعتقد أنّه كان به يتم استخراج الزيت، والمصاية: منطقة منحوتة في الصخر وعليها بعض الكتابات والنقوش.
- خلّة الرميلة: وهي تصغير رملة ، تقع في الجنوب الغربي من قرية الزاوية وعلى مسيرة 2 كم منها، لعلها القرية التي ذكرها السمعاني من قرى بيت المقدس وقد نسب إليها أبو القاسم مكي بن عبد السلام الرميلي.
-خلّة الرهبان: هي أرض مملوكة للدير(دير قسيس) وهي مليئة بالأشجار الكبيرة مثل الخروب واشجار الزيتون ،ويعتقد أنها المصدر الأساسي لاقتصاد المنطقة حيت زيت الزيتون.
الاستيطان والطرق الالتفافية والجدار يبتلع الارض في الزاوية:
تبلغ المساحة الإجمالية لبلدة الزاوية بعد إقامة الجدار العنصري نحو 2700 دونم، لكن مسطح البناء بها لا يزيد عن 900 دونم ، فقد تحولت إلى سجن، من هنا مستوطنة ومن هناك شارع استيطاني، ومن جهة ثالثة هناك جدار،قصة بلدة الزاوية مع الاستيطان بدأت في حرب 1948 حين فقدت البلدة نحو 12 ألف دونم وأصبحت هذه الأراضي جزءاً من الأراضي المصادرة التي أقيمت عليها الدولة الاحتلالية حيث كانت تمتد اراضي البلدة حتى منطقة رأس العين.
فمستوطنة القناة نهبت الارض من الجهة الشمالية وكذلك مستوطنة راس العين غربي البلدة تزحف يوما بعد يوم الى اراضي البلدة الممتدة من داخل الخط الأخضر وكذلك مستوطنة شعري تكفا وأورنيت.
ومنذ إقامة الجدار العنصري على أراضي البلدة عام 2003م، تم تدمير ما يزيد عن 600 دونم".
وينتصب الجدار العنصري اليوم على أراضي البلدة الغربية بطول 6 كم وبعرض يصل إلى100متر بالإضافة إلى عزل نحو 4000 دونم خلف الجدار. ودمر الجدار نحو 400 دونم وذلك في المرحلة الأولى من إقامته، بالإضافة إلى قيام سلطات الاحتلال عام 2000م بمصادرة نحو 400 دونم من أراضي البلدة وذلك بهدف إقامة طريق ما يسمى "عابر السامرة "رقم(5).
وتمتد الأراضي المصادرة من الزاوية لصالح هذا الشارع بطول 4 كم وبعرض يتراوح قرابة 100متر، مما أدى إلى تدمير واسع في الأراضي الزراعية وإلى اقتلاع مئات الأشجار المثمرة خاصة الزيتون.
واستغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعوبة وصول المزارعين في البلدة إلى أراضيهم الزراعية لتوسيع المحجر المقام في الجهة الغربية من الجدار العنصري لتصبح مساحته نحو 500 دونم، كما تم الاستيلاء على 300 دونم بهدف تحويلها إلى معسكر لتدريب جيش الاحتلال.
ففي الوقت الذي تحاط به بلدة الزاوية بالجدار والاستيطان والشوارع الالتفافية وتدمر الخرب والمناطق الاثرية ،يبقى السؤال مفتوحا ، ما مصير ما تبقى من اثار وخرب ومقامات دينيه مهمله ، تحمل في ثناياها شهاده حية على تاريخ من سكن هذه الارض ... ومن يتحمل مسؤولية ترميمها وحمايتها ، ان المسؤليه تقع على عاتق الفرد والجماعة والمؤسسات ووزارات الاختصاص، الوقت يمر سريعا ... وتنتظر الاثار من يحميها ... كي لا تلقى مصير (مغارة النطافة) التي جرفها قطعان المستوطنين.

