مطر: "وكالة الغوث تسعى لتصفية قضيّة اللاجئين"
الخليل_راية:
طه أبو حسين:شارك المئات من اللاجئين في المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها اللجنة الشعبية للاجئين في محافظة الخليل، اليوم الأحد، احتجاجا على سياسة تقليص الخدمات، والتهديد بفصل قرابة "55" موظف، من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وانطلقت المسيرة صباح اليوم من أمام مخازن وكالة الغوث مقابلة بلدية الخليل باتجاه دوار المنارة وسط المدينة، احتجاجا على سياسة الوكالة التي لم تكترث للاحتجاجات والإضراب عن الطعام الذي يخوضه موظفو الوكالة منذ تسعة أيام.
وأكّد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية في الخليل، بسام الشويكي، أن الإضراب عن العمل مستمر منذ 33 يوما، مضيفا: "نحن هنا نحتج على السياسة المبرمجة والمبيتة التي تنتهجها وكالة الغوث وإدارتها، من أجل تذويب قضية اللاجئين بالتزامن مع المشاريع المطروحة حاليا وعلى رأسها إبطال ملف حقّ العودة".
وبيّن عضو اتحاد العالمين العرب إقليم الضفة الغربية، وسام الشدفان، أن هذه المسيرة جاءت كرد على سياسة وكالة الغوث التعسفية، ودعما للموظفين المضربين عن الطعام والبالغ عددهم "23" موظفا، من بينهم "7" في الخليل منذ تسعة أيام، و"3" في مخيم الدهيشة لليوم الثالث عشر، و"5" من القدس لليوم الرابع ، و"7" من نابلس لليوم السادس على التوالي.
وأشار الشدفان:"إن عدد المستفيدين من الأونروا يزيد عن 50 ألف لاجئ، وهناك تقليص للخدمات في كل عام، ففي عام 2006 كان هناك توزيع 270 ألف حصة غذائية، أما اليوم هناك فقط توزيع 36 ألف حصة غذائية، وهذا له بعد سياسي هدفه تصفية قضية اللاجئين.
في ذات السياق فقد أكّد منسق برنامج التشغيل في الجنوب، عبد الله مطر، أن الوكالة تسعى لتصفية قضية اللاجئين، مؤكدا مواصلة الإضراب عن الطعام، والإصرار على تحقيق مطالبهم الأربع، المتمثلة بملفات الاعتقال السياسي، وتثبيت الموظفين الذين تم فصلهم، والاستحقاقات والدرجات وسلّم الرواتب.
وفي حديث مطر لمراسل راية بالخليل، قال:"بالأمس القريب نقلنا ثلاثة موظفين للمستشفى بعد تدهور صحتهم جراء نقص السكر، وانخفاض في ضغط الدم ودقّات القلب لأحد الموظّفين، والذي نقل للعناية المكثّفة وما زال يخضع للعلاج حتى اللحظة".
وتساءل مطر:"بعد تسعة أيام من الإضراب لسبعة موظفين في الخليل، وثلاثة عشر يوما لبعض الزملاء من مخيم الدهيشة ببيت لحم، ولم تكترث الوكالة، ألهذه الدرجة حياة الإنسان رخيصة عندهم..؟!".
وأوضحت نهاية امريزيق، مدرسة في وكالة الغوث، أن تعنّت الوكالة في عدم الاستجابة لمطالبهم، تهدد عائلات اللاجئين في لقمة عيشهم، مضيفة:" الوكالة تنهي العمل دون أيّ إحساس بإنسانيتنا، وهذه سياسة ممنهجة بالاتفاق مع إسرائيل لإنهاء قضية اللاجئين، ونحن لا نريد شيء منهم، فقط يرجعونا لأرضنا وبلدنا ولا نريد عملهم".
وقال محمد عوينة أحد المضربين عن الطعام لليوم التاسع وعن العمل منذ 33 يوما:" إن التقارير الطبية تفيد بهبوط حاد في نسبة السكر والضغط عندي، وحركتي ضعيفة لأن جسدي صار هزيلا بسبب الإضراب، وحياتنا مهددة بالخطر وكل ما يحصل لنا على الوكالة أن تتحمل مسؤوليته".
بدورها أوضحت بسمة أبو عيشة، موظفة في مدارس وكالة الغوث بالخليل:" نحن على يقين بأن الوكالة ستتجاوب مع مطالبنا، فالحقوق يجب أن تنتزع بالقوة، وهذا ما تعودنا عليه مع الوكالة، وفي النهاية إن طال الإضراب أم قصر، ستتحقق مطالبنا ولو بالقوة".
ورفع المشاركون العديد من الشعارات التي تنادي بانصافهم، من بينها " لا لسياسة التجهيل التي تنتهجها وكالة الغوث، لا لتقليص خدمات الوكالة التي تزيد من معاناتنا، لا لسياسة التمييز العنصري" وغيرها العديد من الشعارات التي تصف حجم معاناتهم.

