نقص الغذاء يدفع العلماء لزراعة القمر

رام الله- رايــة: 

آلاء العملة- مع تزايد عدد السكان تشير التوقعات أن السبعة مليارات نسمة حول العالم ستصبح تسعة مليارات في عام 2050،  معظمهم في آسيا وإفريقيا، رقم قد يبدو عادياً لكنه يدق ناقوس الخطر عند الخبراء والعلماء والمزارعين، والسبب في ذلك يعود  إلى كثرة الجياع مقابل قلة في المواد الغذائية.

يعاني شخص واحد من بين ثمانية أشخاص في العالم نقصاً في الغذاء،وتحذر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، من نقص الغذاء الذي قد يهدد الأمن العالمي ،كما تشير إلى أن على العالم زيادة انتاجه الغذائي بنسبة 60% بحلول منتصف القرن، لتجنب خطر النقص الشديد في الغذاء والذي قد يثير اضطرابات اجتماعية وحروباً أهلية.

ونجد اليوم نحو 950 مليوناً من البشر حول العالم ينقصهم الغذاء ،فيما قد يرتفع خلال الأعوام السابقة إلى نصف مليار ، ووصل استغلال الأرض الزراعية إلى حد يصعب معه زيادة الإنتاج بسبب التغير المناخي ،وقلة المياه ،وقلة الاهتمام بالزراعة على المستوى العالمي.
هذا الاختلال الحاصل بين علاقة الإنتاج الزراعي والزيادة في أعداد السكان حول العالم، أدى إلى رحيل العلماء بخيالهم إلى مابعد حدود الارض.

فبالرغم من أن الفاو ترى أن الحل باستغلال المساحات الزراعية وتعزيز معدل الانتاج، إلا أن العلماء يرون أن الأراضي القابلة للزراعة مستغلة بالكامل، مما دفعهم للتفكير باستغلال مساحات في كواكب أخرى.

ولأن تجارب العلماء التي تعد بحياة جديدة على كواكب أخرى، تدغدغ أحلام اليائسين من حياة الأرض وأهوالها، سعى فريق من العلماء النيوزيلانديين إلى تقريب الحلم من الواقع، في دراسة جديدة حول إمكانية الإقدام على مشاريع زراعية على سطح القمر أو المريخ.

ولهذه الغاية انطلق الفريق في أكبر مشروع له لمحاولة زرع الخضار، في تربة أعيد تشكيلها بمساعدة وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، لتكون توأماً للتربة الموجودة على سطحي القمر وكوكب المريخ.

وبفضل بعثات إلى القمر، كبعثة «أبولو» الشهيرة، وبعثات اخرى خارج مدار الارض، تمكن الفريق النيوزيلندي من معرفة الخصائص الدقيقة لتربة هذه الكواكب، وزرع 12 نوعاً من الخضار، لمعرفة ما إذا كان بإمكانها أن تقطع مراحل التطور الزراعي كلها.

وأفضت  النتائج إلى أنه وبرغم بقاء 60 بالمئة من المزروعات حية خلال فترة الاختبار التي امتدت على 50 يوماً، إلا أن ثلاثة فقط من الأنواع التي زرعت وصلت إلى مرحلة التزهير، واثنين منها فقط أعطت محصولاً زراعياً متقدماً.

رغم أن هذه التجربة لم تنجح بشكل كامل ،إلا أن محاولات العلماء خارج كوكب الأرض مازالت تجري على قدم وساق ،وقد تحمل من المفاجآت ما يجعل الانتقال للعيش فوق سطح الكواكب الاخرى وليس زراعتها فقط ، أمر متاح لكل الناس.