ما بعد المباراة | نسخة «عجيبة» من ميسي، وهل تم حرق منير؟!

رام الله - رايــة:

تحليل | طه عماني، موقع جول

أثقل برشلونة خصمه غرناطة بسداسية نظيفة في المباراة التي لُعبت على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة السادسة من الدوري الاسباني ليضمن بذلك الفريق الكتلوني صدارة الدوري الاسباني.

عرف برشلونة صعوبات كبيرة في اختراق دفاع غرناطة خلال بداية المباراة خاصة عندما كان الفريق الأندلسي متكتلًا في مناطقه، والحقيقة أن إنريكي يعرف تمامًا المشكلة التي يقع فيها فريقه أحيانًا والكامنة في البطء في التحضير والاعتماد على حلول أصبحت مألوفة لدى الخصوم. مدرب الفريق الكتلوني قال قبل لقاء اليوم "سيكون علينا أن نحاول الأداء بشكل غير متوقع"، وأعتقد أن هذا هو التحدي الأكبر للويس إنريكي خلال الفترة الحالية.

كم كانت مهمة تلك الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول والتي كانت لوحدها كافية لنعرف ما سيقع في اللقاء بعد ذلك. تسجيل هدفين قاتلين قبل نهاية الشوط الأول بلحظات جعل إنريكي يطوي عمليًا صفحة مباراة غرناطة ويبدأ التفكير في مباراة باريس سان جيرمان، وهو ما يفسر التغييرات التي قام بها وكذلك أداء فريقه في الشوط الثاني الذي لم يبدل مجهودًا كبيرًا خاصة في خط الوسط الذي لم يعد مجبرًا على الركض وفرض ضغط مبكر على أصدقاء يوسف العربي.

اللاعب الذي يُثير بالنسبة لي كثيرًا من التساؤلات منذ فترة هو سيرخيو بوسكيتس الذي تراجع مستواه بشكل أصبح يُجبر راكتيتش على التراجع كثيرًا إلى الوراء من أجل القيام بمهام دفاعية إضافية، كما أصبح يُمكن الخصوم من الوصول أكثر للثلث الأخير من ملعب البرسا.

ما يقدمه ميسي هذا الموسم مثير للإعجاب ويجب الوقوف أمامه. اللاعب أصبح يوثر على نفسه كثيرًا ويفضل التمرير لزملائه رغم أنه يكون أحيانًا في وضعية سامحة للتقدم والتسديد. كثيرًا ما انتقدت "البرغوث" خلال الموسم الماضي بسبب أنانيته وبحثه المستمر عن التسجيل على حساب زملائه، لكن الأمر تغير تمامًا الآن، ولربما هو نضج أو رغبة في تحقيق أشياء لم يسبق لأحد أن حققها على صعيد أرقام التمريرات الحاسمة. علي أي، البرسا استعاد أفضل نسخة من ليونيل، وبعد أن استمتعنا خلال السنوات الماضي بميسي الهداف من الممكن أن نستمتع مستقبلًا بميسي "الممرر الساحر" والهداف أيضًا.

كلما نظرت إلى منير الحدادي مؤخرًا تبادر إلى ذهني سيناريو بويان كريكيتش، رغم أنني لا أتمنى أن يتكرر معه الأمر. الهالة الإعلامية الكبيرة التي أثيرت حوله بعد هدفه الأول مع البرسا وأدائه الجيد في المباريات الأولى أضرت به كثيرًا ووضعت عليه ضغوطًا قد لا يتحملها، أضف إلى ذلك ما قيل عن اختياره اللعب للمنتخب الاسباني عوض المغربي والانتقادات التي قد تطاله عقب تراجع مستواه في الفترة الاخيرة، وهي أمور قد تؤدي إلى حرق موهبته بشكل مبكر، بالضبط كما حدث مع بويان ومع أسماء أخرى قبله وبعده.

كثيرون انتقدوا انتداب برشلونة للفرنسي العملاق جيريمي ماثيو خلال الصيف الماضي مقابل 20 مليون يورو، لكنه رد بقوة على تلك الفئة من الجماهير ووسائل الإعلام التي أساءت له حتى خلال يوم تقديمه الرسمي مع الفريق الكتلوني. ماثيو قدم خلال الموسم الماضي مستويات تؤهله ليقود دفاعات أعتى الأندية في العالم، كما أنه بالنسبة لي يملك خصائص مثالية لفريق بأسلوب برشلونة، فهو سريع وفارع الطول وقادر على التقليل من عيوب الخط الخلفي للبلاوجرانا الذي لم يتلق أي هدف في الدوري هذا الاسم.