كرة القدم؛ روح رياضية أم قتالية ؟

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين-

الرياضة فن، ذوق، أخلاق، محبة لا تعصب، شعارات نسمعها في معظم المناسبات الرياضية إن لم يكن جميعها، ونداءات دائمة تدعو جميع اللاعبين والمشجعين التحلي بالروح الرياضية، وعلى أرض الواقع تقلب الطاولة في العديد من المباريات، لتكون مجرد شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث يطفو على السطح الشتم والسب، الضرب والتكسير وكثير الممارسات التي لا علاقة لها بالروح الرياضية لا من قريب ولا من بعيد.

مظاهر الشغب المتكررة في العديد من المباريات تثير استياء الجميع، والمراسل الرياضي لصحيفة الحياة عبد الرحيم أبو حديد يقول لـ"رايــة": "ما نشاهده من أحداث شغب لا تليق لا بحاضر ولا بمستقبل الكرة الفلسطينة في ظل هذا التطور الفني والاداري الذي يحدث".

المشاكل الناتجة في المباريات حسب أبو حديد:" هذه الظواهر بسبب غياب ثقافة تقبل الخسارة كتقبل الفوز، وأعتقد بأن الأندية عليها واجب كبير في توعية الجماهير سواء من خلال ندوات أو منشورات أو غيرها من الوسائل، ويجب أن تكون هناك خطة لاجتثاث العنصرية من الملاعب الفلسطينية، وأي عقوبة يتخذها الاتحاد الفلسطيني تكون بناء على أحداث حقيقية ويجب أن يدرك الجمهور بأن العقوبات تستند الى قوانين رياضية مرتبطة بلوائح وقوانين الاتحادين الدولي والأسيوي،".

وتمنى أبو حديد: "أن تكون هناك حملة بعنوان لا للعنصرية الرياضية".

وقال رئيس رابطة مشجعي الرياضة في فلسطين خالد شومان أن المشكلة تكمن "أولا في موضوع التشجيع الرياضي، وللأسف بعض وسائل الاعلام تقوم بعملية شحن الجماهير قبل المباريات مثل ما يتعلق بالديربي. والسبب الثاني هناك بعض المشجعين المتعصبين، فإذا فريقه خسر لا يقبل ذلك. فيفترض من وسائل الاعلام المرئية والاذاعية أن تنظم بشكل أسبوعي مقالات تثقيفية في هذا الصدد، فهذه الظاهرة مستوردة من الخارج".

واستأنف شومان حديثه لـ"رايــة": "روابط المشجعين، كل رئيس رابطة محلية، مسؤول عن مشجعيه وعن عمل حالات الشغب، وهناك نشرات توعية لرؤساء الروابط، وبدورهم يوصلوها للآخرين، وللأسف الخلل يبدأ من الكبار. والمطلوب من رؤساء الروابط رفع أسماء المشاغبين ومنعهم من دخول الملاعب، لكن المشكلة أن رئيس الرابطة لا سلطة له".

وختم شومان حديثه: "بالنهاية المسألة في فلسطين لا تدعو للقلق".

بدوره قال مقدم البرنامج الرياضي في اذاعة علم بالخليل ايهاب أبو مرخية أن الجماهير هي متعة المباريات، مستعرضا: "من الوارد دائماً خسارة أي فريق بالعالم وهذا لا يعجب الجمهور، لأن كل جمهور يتمنى فوز فريقه في كل مباراة فإذا خسر الفريق بدأت الجماهير بسب وشتم اللاعبين والمدرب وحكم المباراة المظلوم دائماً وبكل الاحوال، فما بالك إذا تحدثنا عن مباراة ديربي – مباراة تجمع فريقين من نفس المدينة – فإذا سجل فريق الهدف الأول تشتعل المدرجات من قِبَل مشجعي فريقه ابتهاجاً  بالهدف، ويكون الهتاف ضد جماهير الفريق الآخر وهنا أتحدث عن ملاعبنا الفلسطينية للأسف. وما ان تنتهي المباراة تبدأ أعمال الشغب والسب والشتم ويبدأ تدخل الأجهزة الامنية ويكون شغب الملاعب هو سيد الموقف رياضياً".

وحول مسؤولية الفوضى يقول أبو مرخية: "الكل مسؤول عن الفوضى وأبدأ من الأندية التي يجب عليها متابعة جماهيرها وتوعيتها أولاً بأول، أما روابط المشجعين فعليهم ضبط الجماهير في المدرجات وعدم السماح للشغب والفوضى وذلك من خلال عمل لجان نظام مثلاً".

واستطرد أبو مرخية لـ"رايــة": "الإعلام المحلي يتحمل مسؤولية كبيرة لأنه يؤثر بشكل كبير في الجمهور من خلال ما يبثه في البرامج الرياضية مثلاً. فعلى الإعلام المحلي أن يوصل رسالة الأخلاق والروح الرياضية للجماهير لا أن يُحَرض جمهور على آخر، وأن يكون منحازاً لفريق أو لجمهور على حساب آخر. وأعتقد بأن كلمة الفصل والتأثير الأكبر على الجمهور من خلال الإعلام الرياضي المحلي".

شهدت الرياضة المحلية في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مختلف الجوانب، إلا أن الخلافات والشجارات ما زالت حاضرة في العديد من المباريات، الأمر الذي يترك انطباعات سلبية حول الرياضة الفلسطينية للمجتمع المحلي والخارجي، سيّما أن هناك تخوفات كبيرة من ترسخ ظاهرة العنف مع كل مباراة إن لم يكن هناك خطوات جادة في علاج المشكلة من جذورها.