مشاهد من حملة التبرعات لإعادة بناء منزل عائلة الشهيد حلبي
رام الله - رايـــة:
(خاص رايـــة)- مسنان "رجل وزوجته" كلاهما يتكئ على الآخر، يتقدمان نحو صندوق لجمع التبرعات وسط مدينة رام الله لإعادة بناء منزل ذوي الشهيد مهند حلبي، الكاميرات تتسابق لالتقاط هذا المشهد، لكن المسن بصوت عليلٍ يقول "لا أريد هذه الصورة فأنا لا اطمح للشهرة، جئت اليوم هنا لأقوم بواجبي لا أكثر".
المسن شاهر شيبان الذي حضر مع زوحته قال: "يجب أن ينخرط الجميع في هذا العمل الوطني الذي يعبر عن تكاتف أبناء شعبنا، فعوائل الشهداء لهم حق علينا، ومن خلال هذا العمل نكسر إرادة إسرائيل التي تحاول طمس روح المقاومة فينا".
وفي مشهد آخر، رجل جاء بطفلته التي لا تتجاوز 3 سنوات يحملها وبالكاد تمكنت من وضع النقود داخل الصندوق، ويقول والدها إن السبب الذي جعله يأتي بطفلته إلى هنا هو أن يغرس فيها معنى اللحمة الوطنية، "والتي نحن بأمس الحاجة إليها في ظل الجرائم الإسرائيلية اليومية بحق أبناء شعبنا".
مشاهد من صور التكافل والتضامن مع أسر الشهداء الذين تهدمت منازلهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي باتت تطفو على السطح، عبر تشكيل لجان داخلية لدعم صمود أبناء شعبنا ممن يلاحقهم العدوان حتى في مسكنهم.
مسؤول الحملة التي انطلقت اليوم رسميًا من دوار الشهيد ياسر عرفات (دوار الساعة سابقًا) وسط مدينة رام الله عبد الكريم أبو عرقوب قال إن الحملة تهدف بشكل أساسي لتوفير مسكن ملائم لعائلة الشهيد مهند حلبي التي هدم الاحتلال منزلها فجر أمس السبت في بلدة سردا شمال مدينة رام الله، كما تهدف أيضًا لفتح الباب أمام أبناء شعبنا لتقديم الدعم لعوائل الشهداء التي تهدمت منازلهم من قبل الاحتلال.
ويضيف أبو عرقوب، "يجب أن نكون عونًا وسندًا لأبناء شعبنا، فلا يهم من يقوم على هذه الحملة بقدر ما يُحتم علينا أن نقف صفًا واحدًا مع عوائل الشهداء، فجرحهم جرحنا وهمهم همنا".
وتابع، "نعلم أن هناك قرارًا بالمصادرة مع قرار الهدم، فإن لم نتمكن من البناء في نفس المكان سنجد البديل سواءً في بيت مسقل أو في مسكن يتم شراؤه".
وخلال إطلاق الحملة تعهدت نقابة المهندسين بالتبرع بإعداد المخططات والرسومات الخاصة بإعادة بناء منزل ذوي الشهيد حلبي، وقال المهندس محمد الزبيدي إن النقابة لن تتوانا عن دعم صمود شعبنا وستعمل بكل ما أتيحب لها من إمكانيات من أجل تثبيت صموده في وطنه.
وهذا ما أكد عليه الأسير المحرر فخري البرغوثي الذي قال: "إن الشعب الفلسطيني يعمل بكل قوته لمساندة كل أهالي الشهداء، فالحملة هذه أصدق تضامن وطني مع عوائل الشهداء، فشعبنا سيبني ويظل على أرض وطنه ويقهر المحتل".
وتستمر الحملة لمدة إسبوع وسط مدينة رام الله من الساعة العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساءًا، كما أن هناك حملات سيتم إطلاقها خلال الأيام القادمة في جامعات القدس، والقدس المفتوحة، وبيرزيت.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت منذ بداية تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي 20 منزلًا بشكل كلي، و44 منزلًا بشكل جزئي.
