3000 ليلة لـ"أم فلسطين خلف القضبان"

رام الله- رايــة:
علاء دراغمة-
3000 ليلة كاملة امضتها اسيرة فلسطينية في السجون الاسرائيلية تحولت الى فيلم يروى تفاصيل تلك الحياة بكل ما فيها من ألم وأمل، ضعف وقوة، انكسار وانتصار.
وعرض الفيلم الذي اخرجته مي المصري مؤخرا في رام الله وسيعرض في الايام والاسابيع القادمة في مختلف المدن الفلسطينية.
وقالت مي خلال ندوة عقدتها مجلة الدراسات الفلسطينية ان الفيلم (3000 ليلة) حصل على جائزتين حتى الان وتم عرضه في مهرجان تورونتو في كندا ومهرجان كان. وأضافت: "لأول مرة في تاريخ السينما الفلسطينية ينتج فيلم روائي يحاكي قصة معاناة الأسيرات داخل السجون الاسرائيلية.
وتعد مي من اهم المخرجات على المستوى العربي حيث حصلت على اكثر من 60 جائزة عالمية ومن اهم افلامها: تحت الأنقاض (1983)، زهرة القندول (1986)، أطفال جبل النار (1991)، أحلام معلقة (1992)، أطفال شاتيلا (1998)، إمرأة في زمن التحدي (1995)، أحلام المنفى (2001)، يوميات بيروت (2006)، و33 يوما (2007).
وقالت مي: "الفيلم واقعي ويعبر عن تجربة توثيقية مستوحية من تجارب لدى اسيرات فلسطينيات في السجون الاسرائيلية، حيث يقاومون للحصول على حقوقهم وممارسة واجباتهم".
ويقدم الفيلم صورة حية صادمة مليئة بالتفاصيل اليومية من حياة الاسيرات في السجون. وتصل هذه الحياة الى الذروة حينما تنجب ليال ابنها الذي تسميه فلسطين، حيث تضع مولودها وهي مقيدة اليدين والرجلين.
يكبر الوليد الجديد في السجن، ويعيش حياة متخيلة بعد ان فقد صلته بالواقع الحقيقي. ترسم له امه شجرة كي يعرف ان هناك شيء في الواقع الذي لا يراه اسمه شجرة، وترسم له بطة والعاب اخرى كي لا يفقد صلته بالواقع الحقيقي الذي لا يراه خلف قضبان السجن.
يقدم الفيلم الصورة الانسانية للمرأة الفلسطينية في السجن بما فيها من ضعف وقوة، من انكسار وانتصار، من قمع ومن صمود وبقاء.. تخوض الاسيرات الاضرابات عن الطعام، ويحولن الغرف الباردة الى مدراس ومراكز تثقيف وحلم.
وقالت مي المصري "ان الفيلم قصة حقيقية من اسيرة سابقة انجبت في السجن واسمت ابنها فلسطين وكافحت حتى استطاعت تربيته داخل السجن".
وقالت المصري انها استوحت الفكرة خلال تصويرها لفيلم (اطفال جبل النار) في التسعينيات في مدينة نابلس حيث قابلت الكثير من الاسيرات المحررات واستمعت لقصصهن.
وجرى تصوير الفيلم في سجن عسكري قديم في الأردن وشارك فيه ممثلات فلسطينيات من الوطن والمهجر خاصة الاردن وسوريا ولبنان.
وقالت المصري بان فلسطينيات من الداخل قمن بدور السجانات الاسرائيليات وانهن اتقن الدور.
وقالت ان مقومات السجن ساعدت كثيرا في الصورة والانتاج واعطت زخم حيث الحجر القديم وصدئ الحديد حتى الحشرات كانت موجودة.
وقالت امال الجوهري التي عملت مع مي في البحث واجراء المقابلات وهي اسيرة محررة منذ ثلاثين عاما ان الفيلم استطاع التعبير عن الكثير من الاسيرات وعالمهم الخاص وذكرياتهم.
اضافت: "قصة الاعتقال اكبر من (3000 ليلة) ولكل اسيرة قصتها معناتها الخاصة وانها قضية حساسة من الصعب تمثيلها، والتطرق لها واجب لكي يعلم الجميع عن معاناة الاسرى داخل السجون وما هي معاناتهم اليومية".
وقالت المخرجة الفلسطينية مي عودة التي حضرت الندوة: ان الفيلم يعبر عن فئة من المجتمع الفلسطيني مهمشة ويجب عرض معاناتهم بشكل اوسع، وان الفيلم ليس محايد او عاطفي انه قضية حقيقية يعاني منها شريحة كبيرة من الفلسطينيين.
وقالت ان اسم "3000 ليلة" استوحي من السنوات الثماني التي قضتها ليال "ام فلسطين" خلف القضبان.