احياء اليوم العالمي لأطفال متلازمة داون

رام الله-رايــة:
يحيي العالم اليوم الاثنين 21 اذار، اليوم العالمي لأطفال متلازمة دوان.
أعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2011 قرارها رقم A/RES/66/149، والذي ينص على إعلان يوم 21 آذار/مارس يوما عالميا لمتلازمة داون يحتفل به سنويا اعتبارا من عام 2012. وسبب اختيار هذا اليوم هو أن متلازمة داون ناتجة عن وجود 3 نسخ من كروموسوم 21.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة المعنية والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، إلى الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون بطريقة مناسبة لتوعية الجمهور بمتلازمة داون.
لا يُعرف منذ متي وجدت متلازمة داون حيث لم تذكر في كتب التاريخ ومن المؤكد وجودها لأزمان عديدة، وفي العصر الحديث قام ايسكويرول Esquirol عام 1838 بنشر بحث وصف فيه عدداً من الأطفال لديهم صفات متشابهة تنطبق على متلازمة داون، وفي عام 1866م قام الطبيب البريطاني لانجدون داون Langdon Down بنشر بحثه، حيث قام بوصف مجموعة من الأطفال يتشابهون في الصفات الخلقية، ومنذ ذلك الوقت سميت الحالة بمتلازمة (داون) وان أسماها البعض بالطفل المنغولي لميلان عينيه وهي تسمية خاطئة، وهكذا أمكن فصل هذه المجموعة المتشابهة عن بقية الأطفال المتخلفين فكرياً لأسباب أخرى متعددة، وتتالت البحوث والدراسات واصفة الحالة ومضيفة أعراضها ومشاكلها.
السبب الرئيسي لحدوث متلازمة داون هو وجود ثلاثة كروموسومات في المجموعة رقم 21 في الخلية (الطبيعي هو كروموسومين) ليكون مجموع الكروموسومات في الخلية 47 كروموسوم، ولا تعتبر متلازمة داون حالة أو مرض وراثي، فعادة تحصل لحدوث عيب أو طفرة لا تتكرر إلاً نادراً، ومتلازمة داون تحدث في كل مكان في العالم وتؤثر في كل الأعراق فهي بلا جنسية، وبإجراء الإحصائيات وجد أن متلازمة داون تحدث لطفل واحد من بين 800 مولود حي (مهما كان عمر الوالدين).
كانت التسمية السابقة التي تطلق على هؤلاء الأطفال هو الطفل "المنغولي" لميلان في العين يشبه ذلك الموجود لدى أهالي الشرق عموماً، ولقد قامت دولة منغوليا الموجودة في وسط آسيا بالشكوى لدى الأمم المتحدة ضد هذه التسمية، ولقد وافقت الأمم المتحدة والجمعيات التي تعنى بهؤلاء الأطفال على تغيير الاسم، ومنذ السبعينات الميلادية أصبح يطلق عليهم "أطفال متلازمة داون" في جميع أنحاء العالم، ونحن نناشد الجميع على عدم إطلاق هذه التسمية عليهم، واستخدام أطفال متلازمة داون، مع وجود الصعوبة في هذا الاسم، ولكن تعويد الناس على ذلك قد يستغرق بعض الوقت.
وحتى الآن لا يعلم أحد كيف تستطيع هذه الزيادة في الكروموسوم 21 أن تؤثر على التطور والتخلّق الطبيعي الذي يؤدي إلى تغيرات في الصفات الجسمية التي تتفاوت نسب ظهورها في الأطفال المصابين بمتلازمة داون، وهذه الصفات غير تشخيصية، ولكن لا بد من عمل فحص الصبغيات (الكروموسومات) لإثبات الحالة، وإظهار نوع الخلل المسبب لها، وإن كان الأطباء يقومون بالتشخيص المبدئي عن طريق الفحص السريري.