الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الشهيد القصراوي يواري الثرى والشريف على موعد مع المجهول

 

الخليل - رايــة:

طه ابو حسين- اعتاد رمزي حمل أمه بين يديه، حباً ولعباً معها، كانت الضحكات منهما تعج في المنزل في تلك اللحظات حتى تغزل الدمعات في عينيهما فرحاً، واليوم انقلبت الآية لتبكي الأم ألماً، بينما كانت تحمل جثمان نجلها خلال تشييعه من مسجد المرابطون في جبل أبو رمان إلى مقبرة الشهداء في واد الهرية بالخليل.

بينما كانت السماء تمطر كانت عيني والدة الشهيد رمزي القصراوي تمطر الدمع ألما وحسرة على فراقه " رمزي رجل ونعم الرجال، طائع لربه ووالديه، صلى الصبح وخرج، ولا أعرف أين، جاءني لغرفتي قبل ذهابه، وسألني هل تحتاجين شيئا: قلت لا. ذهب ولم يعد".

اعتاد رمزي تقبيل يدي ووجنتي أمه بصورة يومية كما تقول أمه التي ما انفكت عن البكاء "يحملني بين يديه ويلفّ بي المنزل، وأنا أقول له أنا ثقيلة يا ابني. فيقول أنت أخف إنسانة على قلبي".

"رمزي يحب الضحك، ويحب المزاح مع الجميع، يبقى يطارد عماته وخالاته ليقبلهم" قالت والدته " كنت أنوي تزويجه السنة، وقبل يومين قال لي: (يما شدي حيلك واخطبي لأخي حتى نتزوج سوا)، قال لي أريد عمل غرفة نوم لي ولأخي حتى نفرح، وكان قد صور عددا من غرف النوم، وسألني ماذا نختار، واخترنا واحدة، لكنه استشهد ليتزوج في الجنة".

رمزي عزيز مصطفى ناجي القصراوي التميمي "21 عاما" من مدينة الخليل، اتسم بحيويته ومزاحه وعلاقاته الاجتماعية كما يقول والده"ابني إنسان أديب وهادئ، يهتم بعمله، يقبل يدي كل صباح ومساء، إنسان يرضى ربه ووالديه، لا يحب أن يرى أمه حزينة، ولا يحب أن يراني في كدر ونكد".

الشهيد رمزي كان خاطبا ابنة عمه، والعائلة تنتظر أن يخطب شقيقه الأكبر حتى يتزوجا في يوم واحد، غير أن القدر حال دون ذلك.

عزيز والد الشهيد القصراوي يستذكر لقاءه الأخير مع نجله  "في يوم استشهاده قام وصلى الصبح ثم قبّل يدي، هذا آخر موقف جمعني به". ثم تابع"رحيل رمزي، يعني اجتثاث قطعة من قلبي".

الشهيد عبد الفتاح يسري الشريف "21 عاما" أستشهد مع رفيق دربه رمزي القصراوي في منطقة تل الرميدة بحجة طعنهما جنديا إسرائيليا، غير أن كاميرا تجمع مدافعون عن حقوق الإنسان كانت قدر رصدت عملية قتل الشريف بعد أن كان مصاباً وفي قبضة الجنود.

والد الشهيد الشريف كان كتفا بكتف مع والد الشهيد القصراوي، فجرحهما واحد، وحزنهما كذلك، غير أنه كان في حالة لم تسمح له الحديث إلا بفتات كلمات " تم تأجيل استلام جثمان ابني عبد الفتاح، لتبيان الحقائق خاصة بعد انتشار الفيديو الذي يوضح كيف تم تصفيته، وأنا لم أرَ الفيديو لأنني أخاف من تدهور نفسيتي، فلا أحب أن أرى ابني يموت".

وبين الشريف بأنه لم يبلغ عن موعد محدد للإفراج عن جثمان نجله الشهيد.

وذكر الشريف أن نجله الشهيد هو بكره وله اخوين وأختين. " عبد الفتاح ورمزي أكثر من أخوة، يمزحان، يضحكان، يعملان في المنجرة معا، كانوا رفقة منذ أيام المدرسة، دائما مع بعضهما، يشتغلان معا، يسهران معا، واستشهدا معا".

وكان الناشط عماد أبو شمسية قد وثق لحظة قتل عبد الفتاح الشريف بعد أن كان مصابا برصاص جيش الاحتلال هو ورفيقه الذي استشهد مباشرة رمزي القصراوي، يوم الخميس، في منطقة تل الرميدة بالخليل.


وانتشر الفيديو على عشرات المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي إلى جانب بثّه على عدد من الفضائيات، الأمر الذي أثار القضية وجعلها قضية رأي عام، وعلى إثرها تم احتجاز الجندي الذي أطلق النار للتحقيق معه حسب الإعلام الإسرائيلي.


في ذات الإطار قام مستوطنون بالاعتداء على منزل أبو شمسية بسبب توثيقه الجريمة، وقالت زوجته :" قمنا بإخلاء الأولاد من المنزل تحسبا من تعرضهم لأي مكروه، والمستوطنون اعتدوا على منزلنا، ويتوعدونا بالانتقام لأن زوجي صوّر لحظة قتل الشريف".


واستطردت أبو شمسية :" شرطة الاحتلال استدعت زوجي وصادروا منه التسجيل الأصلي لعملية الإعدام ووجهوا له عدة أسئلة عن مكان تصويره لعملية الإعدام ولمن أرسل الفيديو وغيرها من الأسئلة".


كما ناشدت أبو شمسية كافة الجهات توفير الحماية لعائلتها خاصة في ظل تعاظم التهديدات لزوجها والأسرة بشكل كامل.

Loading...