الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:59 AM
الظهر 11:30 AM
العصر 2:17 PM
المغرب 4:41 PM
العشاء 6:01 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الغزيون يستقبلون رمضان بمظاهر باهتة وجيوب فارغة

غزة – راية:
سامح أبو دية

ساعات قليلةٌ تفصلنا عن شهر الخير "شهر رمضان الفضيل"، الشهر الذي تتجلى فيه العادات والتقاليد والطقوس الغزاوية التي اعتاد الناس على القيام بها استعداداً وترتيباً لشهر بهتت فيه مظاهر الفرح والبهجة هذا العام بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية واشتدادها منذ انتهاء الحرب الأخيرة عام 2014.

في قطاع غزة،  تظهر الحياة عادية كباقي شهور السنة، جيوب فارغة وأسواق راكدة بانتظار المواطنين والتجار، بفعل الحصار واشتداد الأزمات المتعددة التي يعاني منها منذ سنوات، في ظل حالة الانتظار التي تملأ قلوب وأذهان الغزيين جميعاً، ولسان حالهم يقول "رُب فرج قريب حمله الشهر الفضيل".

على الرغم من الظروف القاسية التي يعاني منها أهالي القطاع، فقد استعد الغزيون لاستقبال الشهر الفضيل بمظاهر باهتة، ربما فقط لخصوصية هذا الشهر وما يحمل معه من خير وبركة غاب عنهم طيلة 11 شهراً، فالعادات الرمضانية بدأت بالظهور في الأسواق، وبدأ التجار وأصحاب المحلات والبقالة بعرض بضائعهم المختلفة من تمور وأجبان وحلويات وحاجيات صنع القطائف والتين والمشمش المجفف وغيرها من مستلزمات شهر رمضان.

محسن حجو 35 عاماً، يتجول في سوق الشيخ رضوان بغزة بحثاً عن حاجياته الرمضانية الأساسية والتي لا مفر من شرائها في جميع الأحوال، يقول: "السوق في رمضان له شكل مختلف، فالمحلات تنظم أغراضها وتعرضها وتقوم بتزيين الأسواق  بالفوانيس والإنارة التي تميز الشهر، مما يجعل لذلك الوقت خصوصية يدفعك للتجول في الأسواق وادخال البهجة لمنزلي".

في الجانب الآخر من السوق، يقف المواطن رائد ابراهيم 40 عاماً أمام عربة لبيع الخضار، ويشتكي استغلال التجار شهر رمضان لرفع اسعار السلع لاسيما الخضروات منها، لتحقيق الأرباح في ظل الحاجة المُلحة للشراء استقبالا لشهر رمضان، وفي ظل الحالة الاقتصادية الاستثنائية التي يعاني منها المواطن الغزي، داعيا التجار لمراعاة الظروف وعدم استغلال المواطن المُنهك أصلاً.

وطالب ابراهيم الجهات المختصة بضرورة فرض رقابة صارمة على الأسواق قبيل شهر رمضان وتحديد أسعار جميع السلع؛ خاصة وأن رفع الأسعار أصبح قبيل رمضان من كل عام، داعيا محاسبة كل من يحاول استغلال المواطن في الظروف السيئة السائدة.

الألم يتضاعف عند المواطنة منى قاسم من بلدة بيت حانون شمال القطاع؛ التي تستقبل مع عائلتها شهر رمضان داخل كرفان حديدي بعد أن دمر الاحتلال منزلهم قبل عامين، في ظروف استثنائية عاشتها للمرة الثانية بنفس الظروف المعيشية والاقتصادية، ولا تأمل تكرارها للمرة الثالثة.

تقول: "على الرغم من كل ما نمر به من سوء أوضاع على جميع الجهات، وكنت آمل أن أنتقل لمنزل جديد مناسب للعيش، الا أننا مضطرون لاستقبال شهر رمضان بمزيد من البهجة وادخال الفرح على قلوب أطفالنا الذين ينتظرون رمضان بشغف".

وحسب حديث قاسم، فقد أصرّت على عيش أجوال الشهر الفضيل رفقة العائلة داخل منزلها المؤقت، وأيضا في شوارع  وأسواق وأزقة غزة، تضيف: "رمضان هو شهر البركة والفرح، ونحن نحاول أن نبقيه هكذا، حفاظاً على ديننا وتقاليدنا، وتلبية لرغبات عوائلنا التي ضاقت العيش منذ عامين".

أما في حي الشجاعية، فقد طال انتظار الأم وداد أبو صافي للعودة مجدداً لمنزلها الذي بحاجة لإعادة ترميم، تقول: "اشتقنا الجلوس على مائدة الافطار يوميا في شهر رمضان كعادتنا طيلة سنوات عمرنا، يمر رمضان للمرة الثانية في نفس الظروف وحالة الفرقة التي نعيشها بسبب تدمير البيت".

فقد اضطر نجليها وأسرهم للسكن ببيت مشترك ضيّق المساحة لا يتسع لنصف عددهم، بينما الأم أبو صافي مجبرة على الجلوس ضمن ما تبقى من منزلها المدمر، والدعاء يملأ صدرها دوما عل فرج قريب وفرحة يصحبها الشهر الفضيل، متمنية أن يبلغها العام القادم بحال أفضل اجتماعياً ومادياً.

وتجدر الإشارة الى أن أسواق غزة تكدست بالبضائع المختلفة لاسيما الرمضانية منها وسط تخفيضات على أسعارها بشكل ملحوظ، بينما يسيطر على النسبة الأكبر من سكان القطاع حالة من الفقر الشديد بسبب تدني مستوى الدخل وقلة فرص العمل.

Loading...