الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:08 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:52 PM
العشاء 9:21 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"علي" بقي ينزف أسفل سيارة حتى استشهد!

القدس- رايـة:

فداء رويضي-

"علي لم يمت يا خالتي، علي استشهد، والشهداء لا يموتون، هم أحياء عند ربهم يرزقون" بهذه الكلمات كانت النسوة تصبرن أم الشهيد التي لم تجف دموعها، تتمتم باسمه طوال الوقت، تستذكر أخر ساعاتها بقربه، وكيف اشترى لها خضارا أمس، ليتني ودعته، ليتني حضنته طويلا، ليتني .. ينقطع حبل أفكارها على صوت إحدى النسوة "الله يعينك على خسارتك ويصبر قلبك"، فتبكي أخت الشهيد،و تصرخ الأخرى:"لم أودعه حتى، لم أراه، لم ألمسه ..".

المشهد في غرفة العزاء
في غرفة العزاء  كانت المرارة سيدة الموقف، دموع وصراخ وذكريات، وعلى حائط الغرفة ذاتها علقت قبعة الشهيد السوداء، دخل محمد الأخ التؤام للشهيد علي، جلس بجانب أمه ليقنعها بتناول القليل من الخبز والجبنة حتى تشرب الدواء، وبعد أن بائت محاولاته بالفشل، كانت أخته سعاد الأسيرة المحررة منهارة تماما، خرجت من الغرفة البائسة لتجد صديق الشهيد يرتدي كنزة  تحمل صورة الشهيد، طلبتها منه باكية، نزعها فورا ودمعت عيناه، بدأت هي بتقبيلها، في حين كانت الجارات تتحدثن عن بكاء أم الشهيد أمام باب المنزل طوال الليل.

صباح بنكهة المرارة
صباح بنكهة ركام من الحجارة وحاويات قمامة محترقة، وسيارة لم يبقى منها إلا هيكلها المحترق تغلق الطريق، كما أغلقت المحلات التجارية في البلدة أبوابها حدادا على روح الشهيد،  صباح بنكهة المرارة والألم والفقدان، فقدان علي، ذاك هو صباح اليوم في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.

قبل ساعات من شروق شمس الصباح كان حي عين اللوزة بسلوان أشبه بساحة الحرب، نيران مشتعلة في كل مكان، وتواجد كثيف لقوات الاحتلال، رصاصات مطاطية وقنابل غازية يتوالى إطلاقها من قبل الجنود، إصابات بين صفوف الشبان، وسيارات الإسعاف منعت من الدخول، فتشت لمرات ومرات بحثا عن مصابين، وبين كل هذا كانت إحدى الرصاصات الحية قد أصابت علي في منطقة الحوض.

    

اختبأ الشهيد أسفل إحدى السيارات
سقط علي أرضا واختبأ أسفل إحدى السيارات في المكان، الجرح ينزف، وصوت سيارات الإسعاف يتعالى، علي يستنجد، وقوات الاحتلال تمنع الإسعاف من الدخول، طلب الماء وهو أسفل السيارة وبحسب أقاربه أنه اتصل بإخته وأخبرها بأنه مصاب، وحده الله يعلم كم من الوقت بقي ينزف، حتى تمكن الشبان من تخليصه، استشهد علي، وخلال دقائق شيعه المئات، ودفن في مقبرة السواحرة، فلم تمكن سلطات الإحتلال من احتجاز جثمانه، لينجح أهالي سلوان للمرة الثانية خلال هذا العام بدفن شهيد قبل أن يجد الإحتلال جثمانه، فكانت المرة الأولى حين استشهد أيمن العباسي، والمرة الثانية كانت ليلة أمس حين استشهد علي شيوخي.

حلمه أن يصبح محاميا
" لطالما أحب أن يدرس الحقوق، ويصبح محاميا يدافع عن المظلومين، نجح في امتحان القيادة النظري، وأراد أن يبدأ بالدروس العملية، قتلوا علي، وقتلوا أحلامه وطموحه، علي كان شابا نشيطا طموحا، حرم من دخول الثانوية العامة بسبب الاعتقال، فبدأ يفكر في الدراسة مرة أخرى" هذا ما قالته والدة الشهيد علي، أكملت باكية:"علي تعرض للاعتقال أكثر من مرة، منذ أن كان في سن الثانية عشر وهو يتعرض للإعتقال، وأخرها كانت قبل عشرة أشهر، لم ينعم بالحرية كما يجب، علي تعذب كثيرا منذ طفولته، حتى اغتالته قوات الإحتلال دون سبب ودون ذنب".

أكثر ما يوجع  والدته أن إصابته كانت في منطقة الحوض، لم تكن بالرأس أو في القلب، فكان من الممكن أن يقدم له العلاج حينها، لكن الاحتلال منع الاسعاف من الدخول.

بقي ينزف حتى النهاية
وفي جهة أخرى أقيم عزاء للرجال، تصعد نحوهم لتجد الشبان يهتفون:"خلي الشهيد بدمو، ألف تحية لأمه، ومن سلوان أعلناها، علي نجمة بسماها"، وفي الداخل يجلس عاطف شيوخي والد الشهيد، يرتكز على عكازته، وعلى وجهه أثار الصدمة لم تزل بعد، اكتفى بالقول:" أن علي كان شابا هادئا لا يتدخل في شؤون الناس، من عمله الى البيت ومن البيت الى العمل، رحمه الله بقي ينزف حتى النهاية".

بتاريخ 11-11-2016 كان علي سيبلغ من العمر 20 عاما، طلب من أخيه الأكبر أن يكون زفافه في هذا اليوم الذي ولد فيه.

توأم علي
أما محمد الأخ التوأم لعلي يقول:"أنا وعلي لا نفترق أبدا، نعمل سويا، ونعود الى البيت سويا، اعتقلونا مع سويا أيضا، حين قالوا أن شابا أصيب في سلوان، اتصلت على علي، لم يجب، شعرت أنه هو، خرجت باحثا عنه، ثم اتصلت على أبي فتح الخط وبدأ بالبكاء، حينها علمت انه علي، استشهد".

Loading...