الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:25 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:24 PM
العشاء 8:47 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

البحر يقدم للغزيين وجبتهم المفضلة

 

غزة- راية:

سامح أبو دية-

يهتم الصيادون الغزيون بصيد "سرطان البحر" باستمرار، وهو ذلك النوع من الصيد البحري الذي يحتاج الى قليل من الجهد ولا يحتاج لمعدات ثمينة لالتقاطه من على مسافة قريبة من شاطئ البحر، فيما يسارع المواطنون إلى شراء الكميات الكبيرة التي يهديها البحر اليهم، وخاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء.

داخل مياه البحر وعلى بعد نصف كيلومتر من الشاطئ يقف الصياد أبو أسعد عروق على قاربه يوميا، مهتما بصيد سرطان البحر والمعروف بـ "السلطعون أو الجلمبو"، وهو المخلوق البحري ذو المنظر الجميل بألوانه الزاهية المتعددة.

ويعتمد الصياد عروق على سرطان البحر في كسب رزقه، وذلك باستخدام معدات بسيطة أو مهترئة عبر أصغر قوارب الصيد "الحسكة المجداف" دون الحاجة لتكاليف باهظة كالوقود وأجهزة الاضاءة والشباك الدقيقة، فصيد "السلطعون" سهل نسبيا ولا يحتاج سوى وضع الشباك ثم الانتظار لساعات خارج المياه للخروج بكمية جيدة.

كان الاحتلال قد دمر قارب الصياد عروق ذو المحرك والمخصص لدخول مسافات بعيدة في البحر.

الصعوبة في هذا النوع من الصيد تكمن في استخراجه من الشباك بعد اخراجها من البحر، والسبب يعود الى أن "السلطعون" يمتلك ملاقط أو "مقصات" حادة تعلق في الشباك ما يسبب الضرر للشباك أو أيدي الصيادين أثناء اخراجه، اضافة الى أنه يبقى على قيد الحياة لمدة طويلة.

ويتمكن الصياد من التقاط سرطان البحر في كل أوقات العام بنسب مختلفة، غير أن أفضل أوقات اصياده يبدأ منذ شهر أغسطس وحتى ديسمبر، وهو وقت هجرته في جماعات.

يقول الصياد أبو أسعد: " نضع الشباك في البحر قبل الفجر، ثم نحتاج لعدة ساعات ولجهد كبير لاستخراج السلطعون من الشباك، وقد نتعرض الى لدغات من مقصاته، وأتعرض باستمرار لحروق من مادة اليود التي يفرزها السلطعون"، مشيرا الى أن أسعاره منخفضة ولكنها تساعده وأبناءه للتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها.

ويُشكل سرطان البحر وجبة دسمة ومفضلة للفقراء في ظل انخفاض أسعاره، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منه بـ 4 – 6 شواقل حسب نوعه وحجمه.

ويُعدد الصياد عروق، فوائد السلطعون أو الجلمبو ذو القيمة الغذائية الكبيرة، كونه غني بالفوسفور والفيتامينات والبروتينات والمعادن الأساسية التي تدعم صحة الإنسان، كما يمثل إضافة صحيّة للنظام الغذائي المتوازن، فضلا عن مذاقه اللذيذ وحب الغزيين لإعداد وجباته بطرق مختلفة.

كما يتميز لحم السرطان بطعم خفيف يُناسب مختلف الأطباق، ويحتوي على كمية قليلة جداً من السّعرات الحرارية، ما يجعله مناسبه ومفيدا لجميع الفئات العمرية.

يحلو السهر رفقة وجبات سرطان البحر بالنسبة للشاب ايهاب مع أصدقائه، وبالطريقة الشائعة بين الغزيين "الشوي"؛ يكررون جلساتهم على وقع أصوات تكسير عظام "السلطعون" ورائحته البحرية المميزة.

سعر "السلطعون" المغري وتوفره في كل الأسواق وبكل أنواعه وأحجامه وسهولة طهيه، يدفع ايهاب وأصدقائه لترتيب سهرة اسبوعياً مع الوجبة الدسمة والمفيدة غذائياً، مشيرا الى أن عيبه الوحيد يكمن في عظامه عديمة الفائدة التي تشكل جزء كبير منه ما يدفعهم لجلب كمية كبيرة تقدر بـ 8 كيلوجرامات.

أما المواطن ياسر محمد الذي ينطلق الى شاطئ البحر في كل اتصال هاتفي من صديقه الصياد يخبره فيه باصطياد سرطان البحر؛ لاختيار الأفضل منه، يضيف: "أصبح لدي خبرة في أنواع السلطعون لكثرة شرائه، فأختار الأنثى منه لكبر حجمها وطعمها الألذ وتوفر أكبر كمية من اللحوم بداخلها".

معرفة ياسر بفوائد سرطان البحر يدفعه لإطعام أطفاله باستمرار نظرا لحاجة الأطفال للفسفور الذي يساعد على نموهم، فيما يحتوي على كمية جيدة من الكافيار المفيد للكبار والمسنين.

ويتوق المواطنون لأوقات وفرة سرطان البحر وانخفاض أسعاره، حيث تكثر جلسات طهيه وشوائه خلال سهرات الشباب المنزلية أو على شاطئ البحر، حيث يضفي عليها رونقاً خاصاً لا يفهمه الا الغزيين.

Loading...