غزة: الرياضة تُعيد لمرضى السرطان ألق حياتهم

غزة – راية

سامح أبو دية -

من منطلق المسؤولية الاجتماعية، تستعد أكاديمية "champions" الرياضية في قطاع غزة، لإطلاق أول أكاديمية رياضية خاصة بمرضى السرطان وسط حالة من القبول والترحيب وانتظار بدء عملها رسميا، لتعتبر سابقة هي الاولى من نوعها في الشرق الأوسط.

فكرة أكاديمية "champions" نبعت من الصدفة، ثم تحولت الى الأكاديمية الأشهر في قطاع غزة، حيث بدأت كمشروع استثماري عبر إنشاء ملعب معشب صناعياً يتم تأجيره للهواة مقابل عائد مادي، ثم تطورت الفكرة الى انشاء أكاديمية لتعليم الاطفال كرة القدم، حتى وصلت الى مكانة مرموقة في وقت قياسي.

على صوت القذائف والصواريخ في بداية الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة عام 2014، جلس أربعة أصدقاء واقترح رجب السراج الفكرة على أن تقوم على مبدأ التشارك فيما بينهم، وفور انتهاء الحرب أصبحت الفكرة واقعا ملموسا على الأرض، في مشروع طموح يُشغل 16 موظفاً.

اكاديمية خاصة بمرضى السرطان
إنشاء هذه الأكاديمية، فكرة ظهرت عندما استضافت الأكاديمية الحفل الأول لتوزيع أمنيات حملة "تمني" لمرضى السرطان التي أطلقتها جمعية حياة بالشراكة مع مؤسسة بسمة أمل والجمعية الفلسطينية الخاصة يوم التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي.

الفكرة خرجت لخدمة مرضى السرطان من الاطفال، وهي الفئة المهمشة في المجتمع في ظل ارتفاع نسبتهم وخاصة بين الاطفال، كما انهم يعانون من أوضاع صحية صعبة، وسط غياب تام لجميع الأنشطة التي تساعدهم للخروج من حالة البؤس والمرض، فقد خرجت الفكرة على أمل اعادة هؤلاء المرضى الى حياة الاطفال الطبيعية.

وتهدف الفكرة الى دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع، وتحفيزهم ليبقى لديهم الامل في الشفاء من مرضهم، خاصة وأن الرياضة أثبتت أنها تساعد في الشفاء من الامراض، كما أنها من العناصر الأساسية لمساعدة مرضى السرطان في الشفاء على اعتبار أنها تعطي طاقة ايجابية وتعكس السلبية كالإحساس بالوحدة والبؤس.

وانطلاقا من دور الأكاديمية الرياضي والاجتماعي، أقامت أول مباراة كرة قدم خيرية وردية في فلسطين (فكر بالوردي) وهدفها التوعية للفحص المبكر لسرطان الثدي.

وحسب رجب السراج، رئيس مجلس ادارة أكاديمية "champions"، فإن الأكاديمية الخاصة بمرضى السرطان سيتم اطلاقها رسميا في شهر مايو من عام 2017، وسيكون الالتحاق بها مجاني، في حين اعربت المؤسسات والجمعيات المختصة بمرض السرطان اعجابها بفكرة الأكاديمية، واستعدادها لتقديم كل الخدمات للمساعدة في انجاحها.

وتحتوي الأكاديمية على مشرفين فنيين، وطبيب مختص بمرض السرطان، اضافة الى مختصين اجتماعيين ونفسيين، فضلا عن الطاقم التدريبي المشرف على الأكاديمية، حيث سيتمكن هؤلاء الأطفال المرضى من ممارسة الرياضة ولكن بشكل مختلف تم التفاهم فيه مع الاطباء والمختصين.

الفكرة لاقت اقبالاً وترحيبا واسعاً من الأطباء والمؤسسات المهتمة بمرضى السرطان وأهالي المرضى، وفور الاعلان عن فتح باب الالتحاق بالأكاديمية الخاصة بهم، حتى بادر الأهالي لتسجيل أطفالهم الذين يعانون من المرض، إلى أن وصل عدد المسجلين حتى كتابة هذا التقرير الى 25 لاعباً، في حين لم تبدأ عملها رسميا.

وما يميزها انها تمنح جوائز تقديرية للطلبة الذين يتفوقون في دراستهم من أجل تحفيزهم في حياتهم العملية كما هو الحال في الرياضية.


أول أكاديمية خاصة بالنساء
وكشف السراج أن عمليات توسيع ستشهدها الأكاديمية منها تتوسع الأنشطة والألعاب الرياضية وانشاء ملعب جديد، والأهم أنهم على اعتاب اطلاق أول أكاديمية لتعليم فنون كرة السلة للأطفال والنساء في القطاع، اضافة لأخرى خاصة بكرة الطائرة وكرة اليد.

وجزء من تلك الأكاديمية رياضية تهتم بالفتيات حتى سنة 14 عاما، اضافة لأخرى خاصة بالنساء للراغبات بالتدريب في رياضة كرة السلة تحت اشراف طاقم تدريبي كامل مجهز لهذه الرياضة التي تعاني من الاندثار في قطاع غزة.

وعن الهدف من اطلاق أكاديمية النساء، يقول السراج: "النساء والفتيات في مجتمع محافظ كقطاع غزة؛ يجدن صعوبة في التفريغ عن طاقاتهن، فقررنا ابراز هذا المشروع بهدف التفريغ عن النساء والفتيات عن طريق الرياضة على اعتبار أنها الطريقة الاسهل لتشجيعهم وتحفيزهم على الالتزام بالتدريبات".

ويشير السراج الى أن المشروع الذي يستهدف النساء سيكون له أثرا كبيرا في مساعدة فئة النساء والفتيات المهمشة في المجتمع الغزي؛ على التطور والتحسن في عدة مجالات.