أكاديمية المشرق في عمّان: تجربة تدريبية عابرة للحدود بفضل التعليم الرقمي
منذ تأسيسها في العاصمة الأردنية عمّان عام 2013، استطاعت أكاديمية المشرق للتدريب أن ترسم لنفسها مسارًا تعليميًا متفردًا، جعل منها وجهة بارزة في مجال التدريب والتعليم المهني على مستوى المنطقة. فقد انطلقت الأكاديمية بدايةً كصرح متخصص في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مستندة إلى منهجية خاصة طوّرتها داخليًا لتبسيط إيصال المعرفة وضمان كفاءة التحصيل العلمي لدى الدارسين.
ومع تنامي الحاجة إلى التخصصات المهنية الدقيقة وتطور احتياجات السوق الإقليمي، توسعت الأكاديمية في عام 2019 نحو تقديم برامج تدريبية احترافية في مجالات متعددة، شملت علوم التجميل، والطب التكميلي، إلى جانب التربية الخاصة وعلوم النفس، ما أتاح لها استقطاب شرائح واسعة من المتدربين من مختلف القطاعات.
وفي حديث خاص لبرنامح احلى صباح عبر راية، أوضح مدير الأكاديمية، أحمد الحسن، أن المرحلة التي سبقت جائحة كورونا كانت تعتمد بشكل أساسي على التدريب الوجاهي داخل الأردن، إلا أن الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة شكّلت نقطة انعطاف حاسمة في مسار الأكاديمية، حيث تسارعت عملية التحول إلى التعليم الإلكتروني، مستفيدة من التطورات التكنولوجية المتسارعة في قطاع التعليم عن بُعد.
وبيّن الحسن أن هذا الانتقال لم يؤد فقط إلى تجاوز تحديات السفر والإقامة، بل أسهم كذلك في توسيع قاعدة المستفيدين إلى خارج حدود الأردن، لتشمل اليوم متدربين من مختلف أنحاء الوطن العربي، من بينهم مشاركون من دول الخليج والعراق والجزائر. وأضاف أن دمج منصات التعليم الحديثة مع المحتوى المسجل ساهم في رفع جودة التدريب، ومنح المتدربين مرونة أكبر في متابعة المحاضرات بما يتلاءم مع جداولهم الخاصة.
وحول طبيعة البرامج المقدمة، أوضح الحسن أن الأكاديمية توفر مسارين رئيسيين؛ الأول يشمل الدورات التدريبية القصيرة، التي تمتاز بانخفاض كلفتها الزمنية والمالية، وتُختتم بشهادات مشاركة تثري السيرة الذاتية للمتدربين. أما المسار الثاني فيتعلق بالدبلومات المهنية المعمّقة، التي تتطلب التزاماً زمنياً أطول وساعات تدريب معتمدة، وتمنح في ختامها شهادات مهنية متخصصة ذات وزن في سوق العمل.
وفيما يخص شروط الالتحاق، أكد الحسن أن الأكاديمية تعتمد سياسة قبول مرنة، لا تشترط على المتقدمين سوى توفر الرغبة الجادة والاستعداد النفسي لخوض تجربة التعلم في المجال المختار، موضحًا أن بعض التخصصات، كعلم النفس مثلاً، تتطلب وجود أساسيات معرفية مسبقة لدى المتدرب. أما من حيث اللغة، فأشار إلى أن البرامج موجّهة بشكل حصري للجمهور العربي الناطق باللغة العربية، وهو ما يسهّل العملية التعليمية ويعزز من فهم المحتوى.
واختتم الحسن حديثه بالتأكيد على أن التعليم الرقمي منح الأكاديمية آفاقًا غير محدودة للنمو والانتشار، مضيفًا: “كنا في الأمس نعمل ضمن حدود عمّان، أما اليوم ففضاؤنا بات بلا سقف… حدودنا الآن السماء".