خاص | إبادة جماعية كاملة الأركان في غزة باعتراف منظمتين إسرائيليتين

في خطوة غير مسبوقة، وصفت منظمات حقوقية إسرائيلية بارزة، وعلى رأسها "بتسيلم" و"جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان"، العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية مكتملة الأركان"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمنع استمرار الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين منذ ما يزيد عن 21 شهرًا.

وقال كريم جبران، مدير البحث الميداني في منظمة "بتسيلم" في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية، إن المنظمتين أعدّتا تقريريهما بشكل منفصل، إلا أنهما توصّلتا إلى ذات النتيجة: "إسرائيل تنفذ إبادة جماعية ممنهجة في غزة، تشمل قتل عشرات الآلاف، وتجويع السكان، وتدمير مقوّمات الحياة بالكامل."

أرقام صادمة وتدمير شامل

وفقًا للتقارير، تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين في القطاع 58,000 شهيد، مع تقديرات غير رسمية تشير إلى إمكانية اقتراب العدد من 100,000 ضحية. كما تم تدمير ما يزيد عن:

92% من المباني السكنية

90% من المدارس

70% من البنية التحتية العامة

كامل القطاع الصحي تقريبًا

هذا إلى جانب عمليات التهجير القسري والتجويع التي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية.

تحذير من تصدير النموذج لغزة إلى الضفة

وأطلقت المنظمتان تحذيرًا بأن سيناريو الإبادة الجماعية قد يمتد إلى الضفة الغربية، مشيرتين إلى ما تشهده مناطق مثل جنين ونابلس من عمليات تهجير وقتل واعتداءات ممنهجة من قبل الجيش والمستوطنين.

وأشار التقرير إلى تهجير أكثر من 40,000 فلسطيني من شمال الضفة، وارتفاع عدد الشهداء منذ أكتوبر إلى ما يقارب 1,000 ضحية، إضافة إلى استهداف 38 تجمعًا سكانيًا في المنطقة (ج).

نداء عاجل للمجتمع الدولي

ووجه جبران رسالة شديدة اللهجة موجهة إلى المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي: "ما يحدث ليس مجرد تقصير أخلاقي، بل فشل قانوني فادح. يجب تسمية الأمور بأسمائها: إنها إبادة جماعية، والعالم مطالب الآن بالتحرك العاجل."

ودعت المنظمتان المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في وقف الجرائم الإسرائيلية: "الصمت الدولي جريمة. آن الأوان لوقف الإبادة، ومحاسبة المسؤولين عنها وفق القانون الدولي."