خاص | فلسطين تحيي اليوم العربي للبيئة: نحو مستقبل أخضر ومستدام

تحيي فلسطين، ممثلةً بـ سلطة جودة البيئة، اليوم العربي للبيئة الذي يصادف الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، والذي أقرّه مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، ويحمل هذا العام شعار "استدامة المراعي الطبيعية وتعزيز القدرة على الصمود".

ويأتي إحياء هذا اليوم في ظل ظروف ميدانية بالغة الصعوبة تمر بها فلسطين، من استمرار آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى تصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، وفي وقت تتعرض فيه المراعي الطبيعية — وهي من أهم الموارد البيئية — لتهديدات متزايدة بفعل الاستيطان والتهجير القسري.

وقال عماد البابا، القائم بأعمال الإدارة العامة لحماية الطبيعة في سلطة جودة البيئة، إن مشاركة فلسطين في هذا اليوم تأتي ضمن التزامها العربي، وتسليط الضوء على ما تواجهه البيئة الفلسطينية من مصادرة وتدمير لمكوناتها الحية وغير الحية بفعل الاحتلال المستمر.

وأوضح البابا في حديث لشبكة رايــة الإعلامية أن المراعي الطبيعية في فلسطين تشكل مصدر حياة للعديد من الكائنات والطيور والزواحف، إلى جانب كونها رافدًا رئيسيًا للإنتاج الحيواني. وأشار إلى أن تراجع المساحات الرعوية وحرمان المزارعين من الوصول إليها أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وجعل أسعار اللحوم في فلسطين من الأعلى عالميًا.

وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي أقام مستوطنات ومحميات رعوية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، بلغت نحو 58 ألف دونم، كان من المفترض أن تكون محميات طبيعية فلسطينية، ما أدى إلى حرمان المزارعين والرعاة من مصدر رزقهم الطبيعي.

وأضاف البابا أن عمليات التهجير القسري للتجمعات البدوية في الأغوار وجنوب الخليل أثرت سلبًا على التنوع الحيوي والنظام البيئي الطبيعي، إذ دفعت المزارعين إلى استغلال مناطق غير مهيأة للرعي، ما تسبب في زيادة الضغط البيئي وارتفاع تكاليف الأعلاف.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد البابا أن الحرب المستمرة منذ عامين تسببت في دمار واسع للبيئة والمراعي الطبيعية التي كانت تشكل نحو 7.5% من مساحة القطاع، موضحًا أن التربة والمياه تلوثتا بفعل مخلفات الحرب والكيماويات، مما يجعل عملية التأهيل "صعبة ومعقدة وتحتاج إلى خطط قصيرة وطويلة المدى".

وأشار إلى أن سلطة جودة البيئة بدأت بالفعل بوضع خطط آنية واستراتيجية لإعادة تأهيل المناطق المتضررة في غزة، تشمل معالجة التلوث وإنقاذ ما يمكن من الكائنات الحية.

وفي ختام حديثه، شدّد البابا على أن المجتمعات المحلية شريك أساسي في حماية البيئة والمراعي، مؤكدًا أن "البيئة الفلسطينية هي جزء من هويتنا وصمودنا، وحمايتها ليست مجرد عمل بيئي، بل فعل وطني لحماية الأرض والموارد للأجيال القادمة."