خاص | تفعيل لجان تعزيز المساءلة المجتمعية في مراكز الإيواء بغزة
في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، ووسط تدمير واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية، تتواصل الجهود المجتمعية لضمان النزاهة والعدالة في إدارة مراكز الإيواء وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأكد فايز حجازي، منسق في ائتلاف أمان، أن الشراكة الممتدة مع جمعية رؤية لتنمية القدرات منذ عام 2017 تهدف إلى تعزيز قيم النزاهة والمساءلة في إدارة الشأن العام، عبر تأسيس لجان محلية للمساءلة المجتمعية.
وأوضح حجازي في حديث لشبكة رايــة الإعلامية أن هذه اللجان أصبحت أداة رئيسية تُمكّن المواطنين من مراقبة الخدمات المقدمة وضمان عدالة توزيع المساعدات في مراكز الإيواء.
وأشار إلى أن الحرب الأخيرة خلّفت دمارًا واسعًا شمل المؤسسات العامة والبلديات والمستشفيات، ما جعل من الضروري تفعيل هذه اللجان للرقابة على عملية الإغاثة، ومتابعة قضايا مثل توفير المياه والنظافة والمأوى المؤقت، خاصة في ظل استمرار القيود المفروضة على دخول المعدات ومواد الإعمار.
من جانبها، قالت ميسر الحسنات، المديرة التنفيذية لجمعية رؤية لتنمية القدرات في قطاع غزة، إن الجمعية بدأت منذ مايو 2024 بتنفيذ لقاءات توعوية داخل مراكز الإيواء لتشكيل لجان مساءلة مجتمعية، تعمل على متابعة الخدمات المقدمة وحل الإشكاليات التي يواجهها النازحون، مؤكدة أن دور هذه اللجان أساسي في تعزيز مشاركة المواطنين وتحويلهم من متلقين للمساعدة إلى شركاء فاعلين في الرقابة والمساءلة.
وأضافت الحسنات لـ "رايـــة" أن اللجان تمكنت من معالجة قضايا ملموسة، مثل نقص المياه وسوء النظافة، بالتعاون مع البلديات والجهات المحلية، مشيرة إلى أن الاستمرار في هذا النهج يتطلب دعمًا مؤسسياً واستقراراً ميدانياً لضمان ديمومة العمل وتحسين مستوى الخدمات.
واختتم الطرفان بالتأكيد على أهمية الدور الشعبي في محاربة الفساد وضمان وصول المساعدات لمستحقيها، خاصة في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار المقبلة، مشددين على أن الشفافية والمساءلة ليست رفاهية، بل ضرورة وطنية لبناء الثقة وتعزيز صمود المجتمع الفلسطيني في وجه التحديات الراهنة.

