عبده إدريس لراية: الاحتلال دمّر أكثر من 340 منشأة اقتصادية في الظاهرية وأصاب قلب الاقتصاد الفلسطيني بالشلل
الخليل – راية
قال رئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية الفلسطينية، عبده إدريس، إنّ ما تشهده منطقة الظاهريّة جنوب الخليل من دمار شامل بعد حملة الهدم الواسعة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي، يمثل كارثة اقتصادية بكل المقاييس، مؤكدًا أن أكثر من 340 محلًا ومنشأة اقتصادية تم تدميرها بالكامل خلال الأيام الماضية.
وأضاف إدريس، في تصريح خاص لشبكة "راية" الإعلامية خلال جولة ميدانية في المنطقة، أن الاحتلال "حوّل المنطقة الصناعية والتجارية في الظاهرية إلى أطلال"، مشيرًا إلى أنّ ما حدث "يشبه الزلزال الذي ضرب قلب الحركة الاقتصادية في جنوب الخليل".
وأوضح أن الاحتلال نفذ عمليات الهدم بشكلٍ مفاجئ وسريع، بعد أن فرض إغلاقًا شاملاً على جميع مداخل مدينة الظاهرية، ما أدى إلى شلّ الحركة التجارية تمامًا ومنع المتسوقين من الوصول إلى المدينة سواء من المناطق المجاورة أو من داخل أراضي الـ48.
وقال إدريس: "كنا نتحدث عن سوق رئيسي يزوره ما يقارب نصف مليون متسوق شهريًا، واليوم تحوّل بين ليلة وضحاها إلى منطقة مدمّرة بالكامل. إنّ حجم الألم والمعاناة الذي نراه يفوق الوصف، فالشوارع مدمّرة والمنشآت مهدومة والاقتصاد في حالة شلل تام".
وأكد أن ما جرى في الظاهرية لا يمكن فصله عن سياسات الاحتلال الممنهجة لخنق الاقتصاد الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه الهجمة تأتي ضمن استهداف مباشر للقطاع الخاص الذي يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني وفرص العمل.
وتابع رئيس اتحاد الغرف التجارية: "نحن في الاتحاد، وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة جنوب الخليل، قمنا بجولة ميدانية للاطلاع على حجم الكارثة، ووجدنا أن الأضرار لا تقتصر على الهدم فقط، بل تشمل تدمير البنية التحتية بالكامل، بما فيها الشوارع، وخطوط المياه والكهرباء، والمحال التجارية التي كانت مصدر رزق لعشرات العائلات".
وطالب إدريس بضرورة تدخل عاجل من الجهات الرسمية والدولية لوقف هذه الانتهاكات، مؤكدًا أن استمرار عمليات الهدم والإغلاق يشكل حصارًا اقتصاديًا ممنهجًا على المناطق الفلسطينية، خصوصًا الظاهرية التي تعد من أهم المراكز التجارية في محافظة الخليل.
وشدد على أن هذه السياسات لا تستهدف فقط المنشآت والمحال التجارية، بل تهدف إلى تفريغ المنطقة من النشاط الاقتصادي الفلسطيني وإحلال النشاط الاستيطاني مكانه، معتبرًا أن ما يحدث هو "جريمة اقتصادية وإنسانية بحق آلاف العائلات التي تعتمد في معيشتها على هذا السوق الحيوي".
ووجه إدريس رسالة للمجتمع الدولي قائلاً: "نحن أبناء هذا الوطن نعمل في الاقتصاد لا في السياسة. نحاول بناء مستقبل لأبنائنا وتوفير فرص عمل تحفظ الكرامة. لكن ما يجري اليوم من هدمٍ وحصارٍ هو عدوان على الحياة نفسها، وعلينا جميعًا التحرك لحماية الاقتصاد الفلسطيني والإنسان الفلسطيني معًا".
وتعدّ منطقة الظاهرية إحدى أهم المناطق التجارية في جنوب الضفة الغربية، وتضم مئات المحال والمنشآت الصناعية والخدمية التي تخدم محافظات الخليل، بيت لحم، والجنوب عمومًا. وقد شهدت في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا إسرائيليًا واسعًا تمثل في هدم الأسواق والمنشآت ومصادرة المعدات، بالتوازي مع إغلاق مداخل المدينة ومنع حركة المواطنين، مما ألحق خسائر اقتصادية تقدّر بملايين الدولارات.

