بازار التمكين الاقتصادي في دير البلح… نافذة أمل جديدة لنساء غزة بعد عامين من التوقف
دير البلح – راية
انطلقت في مدينة دير البلح فعاليات البازار النسوي الأول للتمكين الاقتصادي للنازحات والنازحين بعد عامين من التوقف القسري بسبب العدوان، في مشهد بدا وكأنه نافذة تُفتح في جدار الحرب الطويلة، وبادرة تعيد الأمل للحياة الاقتصادية والاجتماعية داخل القطاع.
البازار، الذي احتضنه كافيه غرين قرب دوار أبو عريف، شهد مشاركة واسعة من نساء تحدّين النزوح وقسوة الظروف، ليقدمن منتجاتهن اليدوية والغذائية بإبداع يعكس إرادتهن الصلبة وقدرتهن على الصمود رغم ما مرّ به قطاع غزة من دمار ومعاناة.
مشاريع انطلقت من تحت الضغط… وتحولت إلى مصدر حياة
تقول منال العطار وشريكتها اعتماد أبو اسبيتان خلال حديثها لـ"راية" إن تجربة التمكين الاقتصادي كانت نقطة تحوّل في حياتهما.
وتضيف: "تم دعمنا من طاقم شؤون المرأة بمبادرة أخذنا خلالها دورات تدريبية وتأهيلية، وبعدها زودونا بالمواد الخام لنبدأ مشروع إنتاج الخبز البلدي. هذا المشروع جاء في صميم احتياجنا، خاصة أن الوضع الاقتصادي كان صعبًا جدًا".
وتؤكد أن البازار فرصة حقيقية لتسويق منتجاتهن وبناء مصدر دخل ثابت لأسرهن بعد فقدان العمل والنزوح المتكرر.
طاقم شؤون المرأة: النساء صامدات… ويواصلن الإنتاج رغم كل الظروف
من جانبها، شددت بيسان أبو جياب، مديرة طاقم شؤون المرأة في قطاع غزة، على أهمية استمرار دعم النساء المتضررات قائلة: "نساء غزة صامدات وينتجن باستمرار رغم كل التحديات. من هنا نؤكد ضرورة مواصلة دعم النساء في برامج التمكين الاقتصادي، من أجل الإنعاش الاقتصادي للأسر المتضررة، ومن أجل كل امرأة فلسطينية تواجه هذه الظروف".
معروضات ليست للبيع فقط… إنما شهادات صمود
لم تكن المعروضات مجرد منتجات اقتصادية مؤقتة؛ بل قصص صمود حيّة لنساء نزحن وجلسن في الخيام يصنعن ما يستطعن من أعمال يدوية بحثًا عن دخل يحفظ كرامتهن وكرامة أسرهن.
وتروي السيدة فوزية محمود عبيد تجربتها المؤلمة والقوية في آن واحد، قائلة: "هذا البازار كان دعمًا نفسيًا كبيرًا لنا. أردنا أن نبقى متمسكين بتراثنا، ولهذا صنعتُ ‘الكبّول المشدلاوي’ والتطريز الذي يعبر عن هويتنا. محلي قُصف ودُمر بالكامل، وبدأت من الصفر بعد النزوح. هذا كله شغل إيدينا وإبداعي وبناتي، وأردنا أن نثبت للعالم أن المرأة الفلسطينية قادرة، واقفة على قدميها، ولا يمكن لأحد أن يهزمها".
إحياء للاقتصاد… ورسالة قوة
يمثل هذا البازار خطوة مهمة لإحياء الاقتصاد المحلي ودعم المشاريع الصغيرة، خصوصًا للنساء اللواتي فقدن مصادر رزقهن خلال الحرب. ومع كل قطعة تُعرض في أروقة البازار، تعود الحياة تدريجيًا لنساء دير البلح وقطاع غزة بأكمله.
في ختام الفعالية، بدت وجوه المشاركات مزيجًا من الفخر والإصرار، فيما حملت منتجاتهن رسالة واضحة: سنكمل المشوار… وسننهض مهما اشتدت الصعاب.

