شهود: جيش الاحتلال اعدم عشرات المواطنين من مسافة الصفر في خزاعة

رام الله - رايــة:
كشف انسحاب جيش الاحتلال من بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة عن مشاهد مروعة، حيث وجدت عشرات الجثث ملقاة في الشوارع، بينما تحللت جثث أخرى تحت أنقاض المنازل التي هدمها الجيش فوق رؤوس أصحابها، بحسب مراسل الأناضول.
وقال المواطن رامي قديح، 27 عاماً من البلدة، إنه شاهد بأم عينيه جيش الاحتلال يصوّب بنادقه تجاه النازحين من بلدة خزاعة نحو الخارج، فيوقفهم لدقائق، ومن ثم يطلب منهم المرور، لكنّه يباغت أول اثنين من كل مجموعة، ويطلق عليهما النيران، ويرديهما قتيلين.
وتابع: “الكثير من العائلات التي خرجت من بلدة خزاعة، كمجموعات، تعرضت لهذا الإجرام الإسرائيلي، وتم إعدام أفراد من عائلاتها، من مسافة الـ(صفر)، أمام أعينهم”.
وفي حادث آخر، ذكر قديح أن “جيش الاحتلال أخرج مجموعة من المواطنين مكوّنة من 6 أفراد من منزلهم، مكبّلي الأيدي والأرجل، ومن ثم أطلقوا عليهم نيران بندقياتهم من مسافة الصفر”.
وأضاف: “كل من كان في تلك المجموعة أردته إسرائيل شهيدا ، ولم ينج منهم أحد، كي يروي تفاصيل حادثة الإعدام هذه، فلا تفاصيل جديدة يمكن أن تضاف لهذه الجريمة”.
وفي شهادة أخرى، من الشاب رمضان قديح، الذي كان شاهدا على ارتكاب إسرائيل لجرائم الإعدام في بلدة “خزاعة”، لكنه في هذه المرّة، يروي قصة إعدام جيش الاحتلال لـ”والده”.
ولا يزال دم محمد قديح، والد رمضان، يتراءى له كلّما أغمض عينيه، حسب قوله.
ويضيف: “مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي البري والجوي لمنطقة خزاعة، اختبأ كل من كان في البيت، (25) شخصاً، في غرفة مخصصة للتخزين، أسفل المنزل”.
وبعد ساعات من المكوث داخل غرفة “التخزين”، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي في المنطقة، سمع رمضان ووالده، صوت حركة داخل المنزل، عندها تأكدوا أن الجيش الإسرائيلي تسلل نحو الداخل.
وتابع: “عندها قرر والدي أن يخرج للجنود الاحتلال، خشية أن يهدموا المنزل عليهم، وهم في الداخل”، ولم يكن هناك خيار آخر في ذلك الوقت.
حمل والد “رمضان” قطعة “بيضاء” من القماش، وخرج من باب غرفة “التخزين”، وما أن صعد درجات السلم، حتّى باغته صوت يطلب منه أن يقف مكانه، ليتبعه كلمات باللغة العبريّة لم يفهم ماذا تعني.
“بعد ذلك، صوّب جندي إسرائيلي بندقيته تجاه الوالد، وأطلق رصاصة من مسافة الـ(صفر) نحو صدره”، ليضيف رمضان “وسقط والدي مضرجا في دمائه، وتوفي نتيجة تلك الإصابة”.
وفي السياق ذاته، قال جبر وشاح، نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (غير حكومي)، إن “الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم إعدام عديدة في منطقة خزاعة الحدودية”.
وأضاف أن “الكثير من الحوادث التي تتبّعها المركز تثبت فعلياً أن الجيش الإسرائيلي قتل الفلسطينيين من خلال إطلاق النيران من مسافة قريبة جداً”.
وذكر أن “المواطنين في بلدة خزاعة أفادوا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقصص ارتكبت إسرائيل فيها جرائم الإعدام”، متابعاً: “الصور التي انتشرت لمجموعة من المقاومين المقتولين فوق بعضهم داخل غرفة صغيرة تثبت أن إسرائيل أعدمتهم من مسافة الـ(صفر)”.
وأضاف: “الدماء التي انتشرت على الحيطان نتيجة عملية القتل، والجروح التي تواجدت على أجساد المقاومين، بالإضافة إلى وجود سكينة في مكان الحادثة، تؤكد أن الجنود الإسرائيلين قتلوهم من مسافة قريبة جداً”.
وبيّن أن “المركز وثّق، حسب إفادات أهالي خزاعة، أن جيش الاحتلال طلب من أهالي البلدة الخروج منها، وأثناء خروجهم تم إطلاق النار عليهم من قبل القناصة الموجودة على المدفعية الإسرائيلية، بشكلٍ عشوائي”.
المصدر: وكالة الأناضول