حكايا: القهوجي أبو أحمد.. يصنع طعما آخر لقهوة الشارع!

 

رام الله - رايـة:

مجدولين زكارنة-

بلمسة سحرية خلق أبو أحمد طعما آخر لقهوة الشارع.. على مدار 30 عاما من إعداد القهوة على عربة يقيمها على دوار المنارة بمدينة رام الله.

هذا المشروب الأسمر المكون من الماء المغلي والبن وبعض البهارات لم يكن مصدر رزق لأبو أحمد فحسب انما موهبة لرجل لا يعد القهوة بيديه فقط انما بقلبه وهذا ما يفسر الاقبال الدائم على عربته رغم انتشار العشرات من عربات القهوة في مدينة رام الله.

القهوجي ابو أحمد الخروبي "48 عاما" يرتبط بالقهوة منذ ان كان في الثامنة عشر من عمره  وتعلم سرها بعد اتمام المرحلة الثانوية.. والآن بعد ثلاثة عقود من العمل على إعدادها لا زال يحرص على مراقبة حبات البن وهي تطحن تاركة ورائها رائحة تنعش الأدمغة.

وتعتلي أعمدة من الاكواب البلاستيكية مرصوصة بجانب اكياس من القهوة وبعض عروق النعنع عربة ابو أحمد الخروبي اضافة لسخان ماء كبير تدنوه جرة غاز كلها مستلزمات لبدء نهار جديد من العمل لدى الخروبي .

يفتح ابو احمد عربته منذ الخامسة صباحا وله زبائنه الدائمين الذين لا يستمتعوا  بكوب القهوة الصباحي الا من تحت يديه، ولكن ما ينغص عمله تهديدات بعض اصحاب المحال التجارية وبلدية رام الله المتكرره لازالة عربته عن الرصيف المقابل لدوار المنارة.

يقول أبو أحمد:" أعمل منذ الخامسة صباحا وحتى الـ11 قبل الظهر لأتجنب انذارات البلدية وبعض جيراني من اصحاب المحال لإزالة عربتي لانها غير مرخصة".
ولم يرخص أبو أحمد عربته لعدم قدرته دفع الرسوم التي تصل الى اكثر من 500 شيكل شهريا. كما يقول

ويجني الخروبي وهو لاجئ من بلدة لفتا قضاء القدس المحتلة قرابة 70 شيكل يوميا ولكن هذا الدخل لا يكفي احتياجاته العائلية فيعمل في ذات المهنة بجمعية لفتا الخيرية.

ويعتبر فصل الشتاء أفضل فترة لعمل الخروبي التي تقدم عربته جميع انواع المشروبات الساخنة.

ولدى الخروبي اسرار نجاح أفصح لنا عن بعضها قائلا :"لو يوقف 10 قهوجية جمبي ما بأثروا علي هناك اسلوب تعامل مع الزبائن والابتسامة الدائمة أهمها اضافة الى مراعاة النظافة وسر اعداد القهوة فهناك نسب معينة للقهوة الشقراء والسمراء التي اضعها في ركوة القهوة".

ويملك القهوجي أبوأحمد مهارة اعداد المشروبات الباردة ايضا كالخروب والتمر هندي والليمون، هذه المهارة تنقذ أبو احمد من ركود حركة بيع المشروبات الساخنة في فصل الصيف.

لدى أبو أحمد 4 ابناء بعضهم جامعيين وهو لا ينوي أن ينقل المهنة لأولاده ويريد لهم بيئة عمل أكثر راحة فهو يعاني صحيا من الوقفة الطويلة في الشارع اضافة لاشتكاء عدد من اصحاب على أبو أحمد لأنه يقف مقابل محالهم التجارية.

قهوة أبو أحمد تجذب زبائن من السياح الأجانب الذين يرى فيهم أبو أحمد "طريقة تعامل أكثر لباقة من زبائن البلد الأصليين" .

قليلة هي المرات التي يصدح فيها أبو أحمد بصوته مناديا ليجذب الزبائن فهو ليس بحاجة الى تعريف الزبائن به كما يقول

وناشد أبو أحمد عبر "رايـة" الرئيس محمود عباس بأن ينظر الي اصحاب العربات ويساعدهم في لقمة لا تأتي الا بشق الأنفس.

تركنا أبو أحمد وهو منهمك في غلي  كوب من القهوة لاحد الزبائن المتعجلين الذين اعتادوا ارتياد عربته كل صباح قبل الذهاب الى اماكن عملهم لارتشاف كوب من قهوة يعدها الرجل بكل ما يملك من موهبة و حب لمهنته رغم كل صعابها.