حديث الأيادي الواهنة

الكاتب: زياد خدّاش
امرأتان فلسطينيتان مسنتان قادمتان من أميركا، على طاولة قريبة مني.
تشيران بذلك النوع من الحزن المنذهل والسعيد الى أماكن وأزمنة هنا وهناك، بأياد واهنة معجونة بالنهايات.
- هنا كنت أمشي معه يداً بيد.
-هناك انفصلت يدي عن يده بعد أن قبضت يدي على يد أُخرى في يده.
- هنا ماتت أمي الرسامة في ريعان لوحاتها.
- هناك ولدت شقيقتي، وهناك ماتت بسرطان الجلد.
-هنا درست، وهناك خلف هذا المبنى مارست الخوف والضحك والانشقاق والرجال.
-هناك استشهد عمي الفدائي في ربيع القلب والبندقية، وهناك خانته زوجته مع فدائي آخر.
يا رب مُدَّ في عمري لأصنعَ كل هذه الجنة المؤلمة من الذكريات.
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.