الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

القدس تحكى حكايتها! (1)

الكاتب: نصار عبد الله

«القدس: تاريخ وهوية حضارية» هو عنوان ذلك العمل البديع الذى يقع فى صميم الدراسة التاريخية الموثقة بنفس القدر الذى ينتمى فيه إلى النصوص الفنية المتميزة!، وقد صدر عن دار «عين»، لكى يضيف إلى رصيد الباحث والمؤرخ الأكاديمى المعروف: الدكتور قاسم عبده قاسم الذى يشمل ـ بالإضافة إلى نصوصه الإبداعية ـ أعمالا مؤلفة، وأخرى مترجمة يعد كل منها حجة فى موضوعه!..

تقول القدس فيما يقول النص: «أنا لست مدينة عادية مثل كل المدن فى هذا العالم: فقد كنت مدينة مقدسة منذ مولدى، ومن حولى ازدهرت حضارات مختلفة عبر الزمان، ودارت من أجلى ومن حولى حروب وصراعات عنيفة ووحشية فى بعض الأحيان على الرغم من أننى مدينة السلام!!..

خرجت إلى الوجود عندما شيدنى أهلى: العرب اليبوسيون الذين كانوا قد هاجروا من شبه الجزيرة العربية مع الكنعانيين فى الألف الخامسة قبل المسيح ومنحونى اسم «يبوس» أولا، ثم سمونى «أورسالم» أى مدينة سالم، وسالم هذا الذى حملت اسمه كان معبودا عند العرب الكنعانيين منذ آلاف السنين، وقد زارنى نبى الله إبراهيم أبوالأنبياء عليه السلام سنة 1850 قبل الميلاد تقريبا، وصلى فى رحابى فى المكان الذى صار بعد ذلك المسجد الأقصى الذى بارك الله سبحانه وتعالى حوله، وأُسرى بالرسول عليه الصلاة والسلام إليه فى رحلة إعجازية تحدث عنها القرآن الكريم.. ومن نسل إبراهيم عاش ابنه يعقوب فى فلسطين، ويعرف الجميع قصته الشهيرة مع أبنائه وابنه الحبيب يوسف..

ولقد حدث أن هاجر يعقوب وبنوه (بنو إسرائيل) إلى مصر وعاشوا فيها أربعة قرون ونصف، ثم اضطروا إلى الهرب منها فتوجهوا عائدين إلى فلسطين، لكنهم تاهوا فى سيناء وظلوا تائهين ثلاثمائة سنة أو يزيد إلى أن تمكن النبى داود، الذى يعتبره اليهود ملكا، من أن يستولى علىّ فى القرن الثالث عشر قبل مولد المسيح، وصار لى اسم جديد هو مدينة داود!، وإن كنت قد احتفظت ببقية أسمائى القديمة، غير أن اليهود غيروا اسمى القديم أورسالم إلى أورشليم.. ولما مات داود خلفه ابنه سليمان الذى كان حكيما صالحا، وأراد أن يبنى معبدا يضع فيه تابوت العهد (وكان هذا التابوت يحوى الألواح التى دونت فيها الوصايا العشر التى أنزلها الله على موسى عليه السلام، ونظرا لأنهم كانوا فى ذلك الحين من البدو، فإنهم كانوا يضعون تابوت العهد فى خيمة يتنقلون بها حيث يستقر بهم المقام)، وقد تمكن بالفعل ـ بمعونة من ملك صورـ من بناء هيكل صغير، لكنه كان بالنسبة لليهود إنجازا مدهشا!!

وكان ذلك أول معرفتى ببنى إسرائيل وأول عهدهم بى!.. ثم توفى سليمان الحكيم، وانقسم اليهود على أنفسهم (بعد أن كانت مملكة سليمان تضمهم جميعا).. بين مملكتين متنافستين، إحداهما فى الشمال ضمت خمس عشرة قبيلة من بنى إسرائيل، وكانت مدينة نابلس الفلسطينية عاصمتهم، ولم يعترفوا لى بأى قدسية، وكانت المملكة الثانية فى الجنوب، وكنت أنا العاصمة لها!.. وسكنت فى رحابى قبيلتان فقط من بنى إسرائيل إلى جانب أهلى الأصليين من العرب، ولكن عمر هذه المملكة التى كنت عاصمة لها لم يدم أكثر من مائتى سنة!.. كان يهود الشمال يحاربون يهود الجنوب الذين كنت عاصمة لهم، وقد عانيت من هذه الحروب كثيرا، ولكن الذى آلمنى وأثار حزنى تلك الشتائم والإهانات التى صبها اليهود فى مملكة الشمال علىّ، فقد قالوا عنى فى كتاباتهم كلاما سخيفا وفاحشا، رغم أنهم اليوم يزعمون أنى مدينتهم المقدسة!!، وللحديث بقية.

نقلا عن المصري اليوم

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...