الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الزعيم والإنسان: أخفى زواجه عن المخابرات

الكاتب: سمير عطا الله

ظهرت السيدة أنيسة المنصلي مؤخراً أمام الإعلام الجزائري، لكي تنفي، في شدة وفي أسى، الإشاعات عن أنها وزوجها، السيد محمد بوخروبة، يملكان حسابات بالملايين في مصارف أجنبية. فتلك إهانة لذكرى عاطرة وتاريخ وطني استثنائي نادر. تاريخ مناضل ومقاتل ورئيس دولة وزعيم من زعماء التحرر والعالم، وإضافة إلى هذا كله، رجل أزهري من أهل العلم.

وقد لا يعرف الكثيرون كل ذلك عن السيد بوخروبة؛ لأننا عرفناه باسمه الحركي، هواري بومدين، الذي أصبح رئيساً في الثالثة والثلاثين. لكنه مضى يعيش حياة المقاتلين السرية.

جاءت المحامية أنيسة المنصلي تشكو إلى رئيس الدولة الجديد (1967) أن التأميم يسيء إلى شركة والدها. وكانت المحامية شقراء مثل «السويديات» بسبب والدتها السويسرية، وقرر بومدين في نفسه أن هذه هي شريكة العمر، لكنهما أخّرا الزواج أربع سنين، لكي ينتهي من إنجازات وطنية كان يعوّل عليها في مسيرته التاريخية.

أبقى بومدين زواجه سراً حتى عن رجال المخابرات. كان هو في الأربعين وهي في الثلاثين. لكن المحامية المتخرجة في جامعة السوربون كانت تتحدث العربية بركاكة، في حين هو يحفظ القرآن والكثير من الشعر العربي. ومنه قصائد المتنبي والبحتري وأبو تمام والمعري والفرزدق وإيليا أبو ماضي. كيف ستواجه أنيسة بومدين هذا الفارق؟

سوف تنتسب إلى قسم الآداب في جامعة الجزائر العاصمة، وتدرس حتى نيل الليسانس. وأصبح في إمكانه أن يقرأ عليها الخطب التي يعدها قبل إلقائها في الناس. وظل الرجل «الكتوم» يخفي أمر زواجه إلى فترة.

فلم تكن له حياة اجتماعية على الإطلاق. وبعكس سلفه، أحمد بن بلة، كان نادر الرحلات الخارجية. وبقي الزواج سراً طوال خمس سنين لا يعرف عنه أحد إلا القلائل من عائلته، أما هي فكانت عائلتها مؤلفة فقط من أمها، بعد وفاة والدها. فلا إخوة ولا أخوات. ولا هي رزقت بأبناء من ثاني رئيس في الجزائر المستقلة. فقد أصيب وهو في السادسة والأربعين بمرض غامض في الدم لم يستطع تحديده أحد. بدت علامات الإعياء عليه خلال زيارة رسمية إلى دمشق عام 1978؛ فقرر الذهاب إلى الاتحاد السوفياتي للعلاج. ثم عاد إلى الجزائر لاستكماله، لكن من دون أي نتيجة، وعندما دخل في الغيبوبة اتُّهم بعض المسؤولين بأنهم سحبوا مبكراً أنبوب الأكسيجين.

بعد وفاة بومدين، كرست أنيسة المنصلي حياتها للعمل القانوني وكتابة التاريخ وإلقاء المحاضرات حول العالم عن الإسلام كدين محبة وتسامح، معتمدة دوماً على الاستشهاد بالآيات القرآنية.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...