الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

واستعدوا لـ «عاصفة القرن» الثلجية!

الكاتب: حسن البطل

وشتاؤنا يدنو من الأبواب، وحسب خبراء الطقس البريطانيين، سيكون شتاء كانون الثاني وشباط هو الأقسى منذ قرن في غرب آسيا وشمال السعودية!

إن لم «ينجّم» خبراء الطقس، فإن الشتاء القريب سيكون مزدوجاً: «صفقة القرن» السياسية، وفوقها «عاصفة القرن» الثلجية.

تذكّرت طرفة دارت بين معلم الجغرافية وتلميذ في الصف إبّان سنوات المدرسة الثانوية. قال المعلم: انظروا إلى خارطة منحنيات الحرارة المتساوية «ايزوبار» في أقصى شمال شرقي سيبيريا خلال شهر كانون الثاني. كانت دائرة مفتوحة باتجاه جنوب شرق.. ومنها قال المعلم: يأتينا زمهرير الشتاء، فقال تلميذ: «ليش ما يسدّوها»، فانفجرت في الصف عاصفة من الضحك!

رأيتم في السينما فيلماً عن دخول مناخ الأرض عصراً جمودياً رابعاً Ice Age4، سبق وشهدت الأرض ثلاثة عصور جمودية، أولها في العصر الكامبري قبل 2,3 مليون سنة، وآخرها انتهى قبل 10 آلاف عام، بعد أن استمر مائة ألف عام.. صمد خلالها الإنسان الأول!

خلال العصر الجمودي الرابع، كان لنصف الكرة الجنوبي مناخ يشبه مناخ أوروبا الحالي، وكانت الصحراء الافريقية الكبرى غابات وبحيرات ومستنقعات، بينما كانت قبعة جمودية تغطي أوروبا حتى شمال إيطاليا، وكانت اسكندنافيا، مثلاً، تحت قبعة جمودية سمكها 3 كيلومترات!

تعرفون أن لمحور الأرض ثلاث شمالات: جغرافي ومغاطيسي ومطلق، كما لمدارها حول الشمس تقلبات، كما أن القارات تنزاح، فقد كان القطب الشمالي القديم في ما يُعرف اليوم بحوض الكونغو، وكانت قارة أستراليا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية.
حديث اليوم هو احترار جوّ الأرض بدرجتين عنه منذ الثورة الصناعية، والجهود تنصبّ على الحدّ من غازات الدفيئة. مع ذلك فإن طقس الأرض يشهد شذوذات في التساقط المطري والثلجي، ويواكبه جفاف في مناطق رطبة، وأمطار مدرارة في مناطق جافة.
بلاد الشام محسوبة كمناطق شبه جافة، علماً أن التساقط المطري في رام الله، خلال الشتاء، لا يقلّ عنه في لندن أو باريس، حيث التساقط المطري يكون على مدار الفصول، لكن حرارة فصل الصيف الطويل، غيرها في أوروبا، وأيام التساقط المطري معدودة في منطقتنا وكثيرة في أوروبا.

يستخدم علماء الأنواء تعبير «منخفض» أو «مرتفع» أو H و L، هذا في اللغة الإنكليزية، لكن في الفرنسية يستخدمون «سيكلون» أو «أنتي سيكلون» أي عواصف وزوابع مطرية، أو حالة استقرار، كما في الرمزين “C” Cyclon و “A” أنتي سيكلون. في الفرنسية يقولون «مملّ كالمطر» لكن أمطار المنطقة الجافة وشبه الجافة تكون بشكل «وابل» من المطر لمدة ساعات في اليوم.. السيول في الصحارى تجرف الجِمال!

باستثناء الجبال والمرتفعات، فإن شتاء منطقتنا يخلو من التساقط الثلجي، لكن الناس يتذكرون أعوام الثلج كما في العام 1991 القريب، وبالذات في العام 1951 البعيد، لكن علماء الأرصاد البريطانيين يتوقعون شتاءً قاسياً جداً في منطقتنا بالذات، وشمال السعودية، وسيكون هناك تهطال ثلجي لم يمرَّ على المنطقة مثله قبل قرن كامل من الزمان. سيبيريا ستزورنا!

هذا جديد، لأن علماء الأرصاد الإسرائيليين يتوقعون شتاءً معتدل التهطال المطري هذا العام.

في المقابل، يتوقع علماء الأرصاد الروس أن تشهد منطقة شبه الجزيرة العربية تزايداً في التساقط المطري حتى العام 2050، حيث ستعود البحيرات الضحلة والمستنقعات والسبخات إلى صحراء الربع الخالي، كما كانت أواخر العصر الجمودي الرابع!
مع نهاية العصر الجمودي الرابع كانت هناك هجرات بشرية كبرى من قارة افريقيا، موطن الإنسان القديم، إلى شمال الكرة الأرضية، وخلال ذلك العصر كان مضيق بهرنغ بين آسيا وأميركا الشمالية جسراً جليداً لعبور الإنسان القديم واستيطان أميركا الشمالية.
إذا حدث وصحّت توقعات خبراء الطقس البريطانيين سوف يكون التساقط الثلجي في بلاد الشام وفيراً جداً، وسيكون كانون الثاني وشباط «الشتاء الأبرد منذ قرن»!

سنلاحظ أن خريف هذا العام شهد تساقطات مطرية غير معتادة في شدّتها ومكانها، أي أمطاراً عاصفية ومحلية شكلت سيولاً جارفة في مناطق معينة، وأدت إلى وفيات في مناطق محدودة، بما ينبئ بشتاء غير عادي.

مدن أوروبا مجهّزة جيداً لفصول شتاء قاسية، وبيوت الناس هناك مجهّزة جيداً للتدفئة بالغاز وبالكهرباء، كما وسائل مواصلاتها والأماكن العامة، لكن الحال مختلفة في منطقتنا، حيث أكثر مدننا لا تستطيع مصارف المياه استيعاب وتصريف أمطار مدرارة، فالقاهرة مثلاً تخلو من شبكة تصريف مياه الأمطار، كما هو حال مدن الخليج، عدا أن محطات توليد الكهرباء غير كافية لتحمُّل ضغط زائد عليها في فصل الشتاء.

يقول سوّاح من اسكندنافيا يزورون مصر في فصل الشتاء إن بيوت القاهرة خلاله تبدو أكثر برودة من بيوتهم!

المهم أن «صفقة القرن» قد تُعلن في شتاء هذا العام، وفوق ذلك ستكون المنطقة تحت تأثير «عاصفة قرن» مطرية وثلجية وذات شتاء قارس.

مع ذلك، فإن شتاءً استثنائياً في المنطقة سوف يخفف قليلاً من أزمة شُحّ المياه في المنطقة وأنهارها العابرة، لكن البنية التحتية ستكون تحت وطأة شديدة، وكذلك ستحدث الكثير من الوفيات بفعل السيول، أو بفعل وفيات كبار السن في فصل شتوي شديد البرودة، ومثلج قد يشهد هذه المرة «سبع ثلجات كبار»!

في العربية أسماء عدّة للمطر (والفيل والأسد والثعلب) لكنَّ للثلج اسماً واحداً. كل لغة هي ابنة بيئتها!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...