الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:34 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ما صنعته تربية "المساجد" فينا

الكاتب: إباء أبو طه

ما صنعته تربية "المساجد" فينا تعجز الآن المراكز الثقافية والفكرية كلها بلا استثناء في الضفة عن صناعته..

ملايين الدولارات تصرف لتحقيق أجندات في مؤسسات متناثرة في الضفة الغربية، مشاريع تتلوها الأخرى، وجهود مبذولة فقط لتحقيق برامج شبابية تحت ما يسمى "القيادة الشابة" و"تطوير الذات" و "تمكين الشباب" وعددوا ما شئتم من عناوين هذه البرامج، التي تصرف فيها الأموال بلا طائل، وينتهي ذلك بصورة فوتوغرافية لتخريج فوج من الملتحقين بها.

الحديث عن إعادة تفعيل المساجد في الضفة مستهجن ويبدو غريبا عند الكثيرين، هذه المساجد التي ربّت جيل التسعين، فرعته بين أكنافها، وألحفته بجلسات التحفيظ والتجويد، ودوراته المتعددة حول إدارة الشخصية والمهارات الحياتية وإعداد الشباب.

هذا الجيل لم ينسَ فضل المساجد حين رعته في بواكير العمر، وصانته في مراهقته إلى أن وصل أبواب الجامعات والكليات.

هذا الجيل الذي لم يزل يحمل حنينا يتضاعف كلما تقدم به العمر، لرفقة المسجد، ومعلّم القرآن، ولأيام كان يخلع فيها حقائبه المدرسية عند أبوابها.

المسجد المكان الذي كان بالنسبة لنا معبدا، ومسرحا، وملعبا، وبيتا، وجنّة روحية، هذه هي الصورة الحقيقية لما كانت عليه المساجد ولما يجب أن تكون عليه أيضا..

كلما نظرت فيما مضى من عمري، وفيما أنا عليه الآن، يرجع الفضل لأن مكانا مثل المسجد ضمّني، ورفعني، وأعزّني، وأكرمني، بعد أسرتي.

قدوات تتلمذنا على أيديهم في المساجد، فصنعوا فينا ما لم يصنعه الوالدان، لأن لكل دور، وهنا يبرز دور المسجد كمكمّل لتربية الوالدين، فقد كان كحصنٍ نفسي منيعٍ كلما خرجنا من مرحلة لأخرى.

الآن، ما أرغب به أن ينشأ أطفالي في أحضان المساجد، فينعمون بدفئها ونعيم أهلها، آخذهم إليها من فترة لأخرى، تارةَ نلعب، وأحيانا نقرأ ونمارس ما نحبّ، هو المكان الذي لا وحشة فيه، قربه استئناسٌ بالله، ومحبة أهله غنيمة، يدلنا على الله، ويجعل وصلنا شفافاً ممزوجا بحبه..

إن المسجد الذي لا يضم بهجة الأطفال وحماسة الشباب وخبرات كبار السن ومهارات النساء، سيبقى يتيما حزينا..وستكون حياتنا دونه باهتةً يتيمة..

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...