الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عرف كيف يبدأ، ولا يعرف كيف ينهي

الكاتب: طلال عوكل

ربما لا يجد بنيامين نتنياهو نفسه مضطراً، لأن يلاحظ مدى أهمية التزامن بين اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا، ومحاولة اغتيال العجوري عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى اغتيال الشهيد الزعيم ياسر عرفات.
وسواء ورد في ذهنه هذا الأمر أم غاب عنه، فإن جريمة الاغتيال الجديدة، تقدم شهادة، على طبيعة الاحتلال الصهيوني أولاً وثانياً كأنها تنطوي على اعتراف غير مباشر، بمسؤولية اغتيال ياسر عرفات، اليد ذاتها، هي التي تمارس تعبيراً عن طبيعتها وطبيعة مشروعها، التي امتدت لاغتيال قائمة طويلة من القادة والكوادر معظمهم من الفلسطينيين، وبعضهم ممن يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني وقضيته. لا حاجة ولا مجال لأن يتواطأ أحد مع إسرائيل إزاء جريمة الاغتيال الجديدة، فلقد وقعت مع اعتراف صريح مباشر، لا تنفع لقبوله كل الذرائع التي تسوقها آلة السياسة الإسرائيلية.
في عديد المرّات، كان البعض يطالب بضبط النفس، ومنهم من وجد لإسرائيل عذراً، هو أقبح من ذنب، مدعياً بأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لكن هؤلاء لا يجدون للفلسطيني عذراً ولو لمرة واحدة، باعتباره يدافع عن حقوقه وعن نفسه.
واضح كل الوضوح البعد الذاتي، الذي يقف خلف عملية الاغتيال المتزامنة والمزدوجة، ذلك أن نتنياهو يقوم بمحاولة، بل بمغامرة إن اقتضى الأمر، لخلط الأوراق، ووضع عقبات جديدة أمام إمكانية نجاح بيني غانتس في تشكيل حكومة بدون الليكود وبعيداً عن نتنياهو. يدرك رئيس الحكومة المأزوم، بأن ثمة فرصة، يوفرها استعداد ليبرمان، لقبول المشاركة في حكومة مصغرة، بغطاء من النواب العرب في الكنيست، ولكن دون مشاركتهم. الأمر الذي سيؤدي بنتنياهو إلى السجن أو في أحسن الأحوال إلى منزله.
نتنياهو الذي اعتقد أن بإمكانه، أن يعلن لنفسه إنجازاً، كان يراهن على جولة محدودة، يتوقع معها، ردود فعل يمكن استيعابها ثم يتدخل الوسطاء لتحقيق تهدئة، نسبية مقبولة، وقد استعد نتنياهو لذلك، فبين اتخاذ القرار قبل أكثر من أسبوع وتنفيذه، كان قد أمر الجبهة الداخلية بالاستعداد، ونشر المزيد من منصات القبة الحديدية حول تل أبيب، وفي محيط قطاع غزة.
ثم راهن نتنياهو، أيضاً، على إمكانية تحييد حركة حماس، للمرة الأولى حين أعلن أن الجيش الإسرائيلي سيتجنب قصف مواقع لحماس، إن هي وقفت على الحياد ولم تنخرط في الرد.
هي محاولة فاشلة للاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي، بذريعة اتهامها بأنها تتبع الأجندة الإيرانية، ولدق إسفين بينها وبين حركة حماس وتأجيج التناقض والصراع بينهما.
فصائل المقاومة التي استوعبت هذا التكتيك استجابت له، مؤقتاً، واكتفت بإصدار بيانات قوية في إدانة العدوان، والاستعداد لتدفيع إسرائيل الثمن، لكن هذا المشهد الذي تشكل خلال اليومين المنصرمين وغابت عنه مشاركة كتائب القسام، من غير الممكن أن يستمر لفترة أطول.
خلال اليومين المنصرمين، لم يجد الجيش الإسرائيلي بنكاً للأهداف التي تتصل بحركة الجهاد الاسلامي، وتمنحه الفرصة لإلحاق أذى كبير وخطير، ولذلك جاء رده مرتبكاً، متقطعاً، وضعيفاً، الأمر الذي قاده إلى ملاحقة البنية البشرية للجهاد، في المنازل والشوارع، في محاولة لتبرير جريمته من ناحية والضغط على سرايا القدس للتوقف عن إطلاق الصواريخ.
النتيجة هي أن السرايا واصلت إطلاق الصواريخ، وفق حسابات، ما جعل نتنياهو يتوسل وقفاً لإطلاقها مقابل وقف عدوانه.
من الواضح أن العدوان الإسرائيلي والرد عليه هذه المرة سيستغرق وقتاً، وليس كما الجولات السابقة، فما جرى حتى الآن ليس أكثر من بدايات وعملية تسخين تسبق توسع الرد الفلسطيني الذي ستنخرط فيه بقية الفصائل بما في ذلك حركة حماس.
هذا الأمر، بدأ يثير أسئلة لدى الجيش وفق ما تنقله وسائل إعلام عبرية، إذا بدأ البعض  يتساءل حول الوجهة التي يقود إسرائيل إليها رئيس الحكومة، والأرجح أن هذه الأسئلة ستكثر حين يتم تصعيد القصف الإسرائيلي، وتوسع الرد الفلسطيني. في هذه الجولة الطويلة، التي لا حدود زمانية لها، ومن غير المحتمل أن تتدحرج إلى حرب واسعة تحرص الفصائل على أن تكون هي صاحبة الكلمة الأخيرة. وفق هذا المنظور، فإن من غير الممكن أن تجدي الوساطات في التوصل إلى تهدئة، قبل أن يقتنع الوسطاء بأن إسرائيل ستدفع ثمن قرارها البدء في التصعيد. كل ما يمكن أن يفعله الوسطاء، هو إقناع الأطراف بأن لا تسمح بتدحرج الأمور نحو تصعيد كبير شامل وواسع على غرار الحروب السابقة، ثم الانتقال إلى المعالجة لتحقيق تهدئة، لا يسمح الفلسطيني بأن تكون مجانية، أو دون ضمانات.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...