الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

جوائز 2019

الكاتب: حسن البطل

في خمسة حقول إبداعية فاز زهاء 14 مبدعاً بجائزة فلسطين التقديرية لعامنا هذا 2019. في دورة جوائز العام المقبل 2020 سيكون عدد المبدعين أقلّ أو أكثر، فهل ستضاف حقول إبداعية أخرى، أم تكون الحقول الخمسة ثابتة.

كثرت وتعدّدت الجوائز في فلسطين التي انتظمت ثلاث أو أربع دورات 1997 ـ 1999 برئاسة محمود درويش، وكانت لها حقولها التي هي ذاتها، تقريباً، حقول جوائز فلسطين التقديرية هذا العام.

كان هناك فائز واحد، فرد أو مؤسسة، في جوائز لجنة درويش، وصار هناك فائزان أو ثلاثة في جوائز لجنة برئاسة أحمد حرب، المقرر السابق للهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان ـ ديوان المظالم.

معنوياً، نعم يمكن الاتفاق مع وزير الثقافة، عاطف أبو سيف في وصفه جائزة فلسطين، معنوياً، بالأرفع والأسمى على مستوى فلسطين، لكن هناك جوائز أجزل مادياً، مثل جائزة ياسر عرفات السنوية، التي ينالها، عادةً، فائز واحد، أو مؤسسة بعينها فلسطينية كانت أو عربية.

صحيح، هناك فائزون ثلاثة أو اثنان في حقول الجائزة الخمسة «الأرفع والأسمى» معنوياً، لكن الوزير أوضح، ربّما لضآلة الشقّ المادي للجائزة، أن كل فائز منفرد يستحقها معنوياً، ولكلّ فائز أن يستحق قيمة الجائزة مادياً، وهي على الأغلب لا تتعدّى الـ 5 آلاف دولار كما قيل، جوائز اللجنة المادية برئاسة درويش كانت 3 آلاف دولار لمعظم الحقول، و5 و10 آلاف دولار لحقلين اثنين لا غير.

مستحقو جوائز 2019 هم في معظمهم فلسطينيون من رعايا السلطة الفلسطينية، أو فلسطينيون ليسوا من رعاياها، كما هو حال عز الدين المناصرة، المقيم في الأردن الذي نال جائزة عن مجمل أعماله، أو الشاعر عبد الله أبو بكر الذي نالها مشاركة، وهو مقيم في الإمارات، أو فهمي جدعان  ابن عين غزال، قرب حيفا، المقيم في الأردن.

ومن المستحقين، نبيه القاسم، ابن قرية الرامة الجليلية، ونالها عن حقل الدراسات والعلوم الاجتماعية، والنحات عبد العابدي ـ حيفا، واستحقها عن دوره بالذات في نصب يوم الأرض في قرية سخنين.

لعلّ واحداً من أبرز مستحقي جوائز العام الجاري هو الروائي أكرم مسلّم، من تلفيت ـ نابلس، عن روايته «بنت من شاتيلا»، ونالها بالاشتراك مع أديب مخضرم، هو محمود شقير ابن القدس، عن أعمال عدة، وخاصة مجموعته «سقف الرغبة» كما نوهت اللجنة التحكيمية.

ربما كانت الحقول الخمسة ينقصها واحد هو حقل النقد الأدبي، وأظنّ أن ابرز مرشحيها هو أستاذ الأدب والنقد، عادل الأسطة، أكثر النقاد دأباً في الإنتاج على صعيدي التأليف والمقالة النقدية الأسبوعية.

اثنان من مستحقي الجائزة هما فلسطينيان من رعايا إسرائيل. هذا جيد، لكن أعتقد أن النحات الإسرائيلي التقدمي غرشون غنيسبل يمكن أن يُضم إلى مستحقي جائزة الفنون، مع خالد حوراني، لأنه الذي صمّم نصب شهداء «يوم الأرض»، وقام عبد العابدي بتنفيذه، والجدارية لا تقل في قيمتها الجمالية والرمزية عن جدارية جواد سليم البغدادية الشهيرة عن ثورة 1958 العراقية.

تعهّد وزير الثقافة بانتظام الدورات السنوية لجائزة فلسطين، مع تعديل نظامها بما يؤكد أنها تقديرية. هل ستكون لجنة الجائزة هي ذاتها في دورات مقبلة، سواء برئاسة اللجنة أو عضويتها. هذا سؤال عابر.

السؤال الأهم هو افتقاد جوائز فلسطين، في نسختها الأولى والثانية، لجوائز في العلوم والطب والهندسة، وأعتقد أن في هذه الحقول هناك من يستحق جعلها من حقول الجائزة.

هناك، كما نعرف ونقرأ، مبدعون فلسطينيون استحقوا ويستحقون جوائز أدبية عربية أو حتى عالمية ذات قيمة معنوية رفيعة ومادية مجزية تتعدّى كونها تقديرية كما جوائز فلسطين. إلى ذلك بينما كانت جوائز فلسطين إبّان رئاسة درويش تعطى لفائز واحد فلسطيني أو مؤسسة بعينها في كل حقل، فإن في النسخة الجديدة تعدد الفائزون في كل حقل، كما هو حال أرفع الجوائز العالمية في جائزة «نوبل» لكن الشق المادي في «نوبل» كان باقتسام الجائزة في كل حقل بين أكثر من مستحق، خاصة في حقول العلوم و(الفيزياء والكيمياء وعلوم الفلك).

في حقول الرياضة هناك فائز أول وثان وثالث يقفون على المنصة، وكذلك في مسابقات حسناوات العالم، هناك الأولى ووصيفتها الثانية والثالثة.

صحيح أن جوائز «نوبل» ذات حقول عديدة، لكن التنافس لنيلها يدور على أشُده في حقلين: حقل الأدب (رواية وشعر)، وحقل نوبل للسلام، باستثناء أن حقل الأدب له فائز واحد، وحقل السلام قد يكون بأكثر من فائز.

لهذا، فإن فوز الزميل اكرم مسلّم عن روايته الرابعة هو الأكثر توقعاً، والأكثر قيمة معنوية. «على مستويات السرد، في نسيج روائي أشبه بلوحة فنية متكاملة الدلالات والظلال»، كما نوّهت اللجنة وأضافت «بما يجعل الخطاب الفلسطيني عن المجزرة أكثر تأثيراً: سياسياً وإنسانياً».

أرى أنه منذ روايته الأولى: «هواجس الإسكندر» إلى روايته الرابعة الفائزة انتقل أكرم مسلّم وتقدم من بشارة أدبية واعدة، إلى مكانه كواحد من أبرز الروائيين الفلسطينيين، وقد يغدو أبرزهم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...