الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بنتان من أيّ مكان

الكاتب: سما حسن

متأخراً جداً، شاهدت فيلماً مصرياً مرّ على إنتاجه عقد من الزمن وهو فيلم « بنتين من مصر»، وبكل الوجع شاهدت حكاية بنتين بلغتا الثلاثين من العمر بلا زواج، وقد اكتشفت مع كل الوجع المرافق لأحداث الفيلم أنه لا شيء تغير بعد مرور عشر سنوات، فالإحصائيات تكشف لنا أن عدد الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر بلا زواج في ازدياد، وهذا لا يحدث في مصر فقط، بل في عدة دول عربية وفي بقع مختلفة من العالم. هذا العالم الذي تحكمه سطوة قوانين كثيرة ظالمة ومعقدة تؤدي لحرمان الجنسين من الحق الطبيعي في تكوين أسرة.

لاحظت من خلال تعليقات النقاد على الفيلم كنموذج لأفلام الميلودراما، أن تأخر سن الزواج جاء نتيجة لعدة عوامل، منها الفقر والبطالة وهجرة الشباب، وعدم توفر مقومات الحياة التي يمكن أن تقام عليها أي حياة أسرية في أي مكان من العالم العربي على الأقل.

يمكن وربما الأرجح أنني تأثرت كثيراً بحكاية الفيلم؛ بسبب ما أسمعه بين الفينة والأخرى عن قصص بنات خرجن من غزة وهربن من لقب «عانس» نحو المجهول، بحجة إكمال الدراسة والبحث عن العمل، ولكن السبب المرجح هو الخوف أن يصبح اسم هذه البنت رقماً يضاف لقوائم الفتيات الطويلة والمزعجة، والتي أصبحت مثيرة لتساؤلات كثيرة يتقاذفها الشباب والشابات، وكل فئة تلقي باللائمة نحو الآخر عن سبب تأخر الزواج الذي هو الحق الطبيعي لأي إنسان.

وكما الحقائق مؤلمة فوجع البنت والشاب أكثر ألماً بسبب فقدان هذا الحق الطبيعي والبحث عن طرق ملتوية لتحقيقه، منها هجرة الشباب ومنها سفر البنات بنية إكمال الدراسات العليا، أو البحث عن عمل في بلد ربما ليس أحسن حالاً بكثير من الناحية الاقتصادية من بلدنا، ولكن الغاية الأساسية هي الهروب من لقب منتظر، وكذلك البحث عن مساحة أوسع للتفكير، ربما مساحة لا تصنف البنت التي تجاوزت عمراً معيناً تحت لقب كئيب.

القضية الشائكة والمتشابكة والمترابطة أن الحديث عن الظاهرة هو نفسه الحديث عن بطالة الشباب، وهو نفسه الحديث عن التكدس السكاني والزيادة الكبيرة في السكان مع نفس المساحة الجغرافية، وانعدام الأفق المستقبلي أو ضعفه، ولكن الحقيقة أن كل مشكلة مرتبطة بأختها مثل حلقات من الصلب ولا يمكن أن تنفصل واحدة، أو أن ندعي أنها قد خلقت من العدم مثلاً، فقضية العنوسة وأنا أكتبها بكل ألم قد أصبح لها حلول ذات نتائج  كارثية مثل الزواج العرفى، والزواج المتأخر ما هو إلا نتيجة من نتائج ظهور ظاهرة صغار المستثمرين في مصر مثلاً، والتي أدت لتمركز رؤوس الأموال وعدم عدالة توزيعها فأفرزت الطبقية التي حالت دون إتاحة فرص الزواج لكل فئات الشعب من الشباب ومن الجنسين.

إن التغاضي عن مشكلة والحديث أنها مشكلة فرعية أو جانبية مثل دفن الرأس في الرمال، واليوم ونحن نقف على حافة التفاف جديدة قد تؤدي بنا إلى طريق جديد أو عودة للطريق الأول أو الانحراف لمسار من السراب، فنحن بحاجة لكي نولي فئة الشباب ومن الجنسين كل الأهمية، ويجب أن تكون قضايا الشباب في المقدمة ويمكن أن يشعر بشعور الشباب من يمثلهم من الشباب، ويتحدث بلسانهم، وليس أي شباب بل الشباب الذي تأخر سن زواجه، والشباب الذي لا يزال يعاني من انعدام الفرص، وأعتقد أن حق البنت في الزواج يتماشى تماماً مع حق الشباب، وليس عيباً أن نقف لنضع خطة لكي ننقذ بناتنا من حلول ملتوية وطرق مجهولة تقودهن  إليها السوشيال ميديا بغرفها المضللة أو أحلام يقظة عن عالم سحري خارج البلاد وفي بلاد أخرى لرب العباد

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...