ماذا يعني اليوم التاسع للإضراب؟
الكاتب: طارق عسراوي
هذا يوم للحداد، حزنٌ ثقيلٌ يخيّم في سماء البلاد والزنزانة.
يَخرج الإضراب من السجون، ويمشي في الجنائز حاملًا أكاليل الخلاص، واجمًا في حضرة الشهداء.
ماذا يعني اليوم التاسع للإضراب؟
يعني أن ثلاثين أسيرًا يعبرون بصبر الأنبياء جادة الملح، وعلى جنباتها يزرعون أحلامهم وأوجاعهم.
يعني أن تؤمّ أمهات المضربين مآتم الشهداء وتُجلسَ صور المضربين مقابل صور الشهداء، وبينها ينبت عشب الأمل.
ويعني أيضًا، أن يَشدّ والد الشهيد من أزر والدة الأسير مخنوق العَبرات فنبكي يتمنا الطويل.
ويعني أيضًا، أنّ صمت مقبرة يصيب الخطاب، غياباً تؤكّده العبارات الجاهزة، المعلّبة والمنتهية الصلاحيّة عن العدالة، والمجتمع الدوليّ.
ماذا يعني اليوم التاسع للإضراب؟
الفارق في هذا الإضراب، هي المطالب، قال أحدهم في نقاشهم الدائر حول الجدوى، فنحن نخوضه في وجه ظلمٍ جرى تقنينه وتمريره تحت مسمّى "الاعتقال الاداريّ"، والأمر ليس من أجلنا فحسب، وإنّما هو من أجل كفّ يد هذا الاغتيال عن أعمارنا جميعًا.
ماذا يعني اليوم التاسع للإضراب؟ يعني أنّ تحمل المسيرة شاعرًا على الأكتاف، تجوب به المدينة.
يقرأ الشعر والحجارة، فهذي بلادٌ لا تسأم الحب.. تزرع الورد وتقاتل.
