المستبدّ والنَزَق: تأملات استبدّت بنا!

الكاتب: بكر أبوبكر
1-الاستبدادُ يضيّق النظر، فلا يَرى المستبدُ غير ذاته المتعالية.
2-المستبدّ مغلقُ الدائرة وقلّما ينفتح إلا على الدائرة اللصيقة به، وبحدود الرغبات والهوى والنزق.
3-كلما كنت مشعلًا لنزق المستبد (الدِكتاتور)، ومفتاحًا لتنفيذ رغباته، وطاهيًا لنوع الطعام الذي يحبّه فأنت المقرّب وأنت بالثقة جدير.
4-الاستبدادُ يقتل الابداع. لأنه يضيّق النظر ويطمسُ العقل بغلبة الهوى على الفكر.
5-عند المستبد ترجح دومًا كفّة الإخلاص أو الطاعة العمياء في الميزان، فتسقط الكفاءات قربانًا لحالة الاختلال.
6-المستبدُ (الدِكتاتور) مكتملٌ كالقمر، لكنه ليس كالقمر! فهو متوقّف عن التبدل الطبيعي ما بين الهلال والمُحاق ما يناقض الناموس.
7-في الاستبداد نزقٌ وقدرة عجيبة على مباغتة الديمقراطية، واستخدامها، واستغلال أدواتها.
8-صلابة المواجهة المتحدة قد تردع الاستبداد. والانهيار تحت شهوة الطمع والجشع والتزلف والانانية والحزازيات أو فساد الطويّة يُسقط الصلابة.
9-المستبد (بالأجنبية الدكتاتور) يستغل قيم الولاء والانتماء والمحبة والوفاء والقُرب فيربطها معًا بمدى الإخلاص لشخصه النَزِق فقط.
10- القائد المستبد استغلالي مُحنّك، يفهم المحيطين به جيدًا، ويمتلك مقدرة اللعب على رغبات الأتباع وأهوائهم فيسخّرها لمصلحته.
11-المستبد ذو مكانة متفردة، وموقع عالٍ سامٍ لا يصله أحد، فمتى أشعرته بذلك رفعك درجة درجة في سلم الذِلّة.
12-المستبدُ لا يحتاج لأعين! لأنه يرى كل شيء بوعيه الداخلي المغلق.
13-المستبد لا يعترف بعبارة (كونوا على قلب رجل واحد) فهو الرجل الواحد ولا قلب له.
14-المستبد يفهمُ التعامل مع الموظفين/الأدوات، ويصنعهم. ولا يفهم كيف يتعامل مع المناضلين، ولا يريد.
15-يقول المثلُ (ما حار من استشار، ولا ندِم من استخار) والمستبد لا يحار، ولا يندم.
16-المستبد يصنعُ قِيَمه هو فقط ويسيجّها بالتنابل، ولا أخلاق ولا قيم عامة تُلزمه
17-الخوف يُسقِط الرُكَب، لذا كان تمزيق أستار العتمة مدخل الثورة ومقاومة الطغيان.
18-استغلال الدين أو البيعة أو الطاعة لدى الأتباع هو مصعد المستبدّ نحو الطُغيان.
19-كلمةُ حق عند سلطان جائر هي أعظم الجهاد كما قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. لأنه إذا قال الحق بوجه الطاغوت المتلفّع بالدين أو القومية أو المصلحة الوطنية أوغير ذلك من أردِية، فقد أهدف نفسه للهلاك، فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف.
20-كُن مع الحق ولا تُبالي، وكُن نصيرًا للخير والضعفاء والكلمة، وبإظهار الفوز لا تُغالي.
21-قال يسوع المسيح لبيلاطس، "ما مَملكَتي مِنْ هذا العالَمِ. لَو كانَت مَملكَتي مِنْ هذا العالم، لَدافَعَ عنِّي أتباعي حتى لا أُسلَمَ إلى اليَهودِ. لا! ما مَملكَتي مِنْ هُنا" (يوحنا 18: 36).مسبغًا عظيم القيم السماوية حيث مملكته بالسماء (ما مملكتي من هنا) في مواجهة الظلم والاستبداد.
22-قال تعالى "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"-(هود-112)، وقال:"وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)-الرحمن : 7-9)، لذا فإن الطغيان بجميع أشكاله يتجاوز الحدّ ما يعني وجوب وجود قوة تعمل على تعديل الميزان بالعقل أولًا ثم بالأساليب الأخرى.
23-ثقافة الخوف أو التخويف أو(عايزين ناكل عيش) أو (امشِ الحيط الحيط)، تَعدِل الذهب في ميزان المستبد المختل أبدًا.
24-المستبد بالدين يُسقِط قداسة الدين على ذاته وأقواله وأفعاله حتى لو فسق، ثم قد يعمّمها على جماعته مادامت له موالية، فيصبح المستبد مقدسًا في قيامته وحين الأُفول.
25-الانبهار بالآخر والافتتان به من غير حضارتنا المتميزة تخلٍ عن قوة داخلية عظيمة، وتقييد للذات في تعظيم للشعور بالعجز أو التفاهة أو النقص، وضرورة التبعية للقوي المستبد.
26-معادلة الطغيان والاستبداد هي:استخفاف وطاعة عمياء. حيث قال تعالى عن قوم فرعون "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين"-(الزخرف/54) إذن هي القابلية للاستبداد (القابلية للاستعمار/الاستخراب عند مالك بن نبي)، فقد يكون الإنسان في السجن عند نظام فاسد، ولكنه حرّ في قلبه، لا يتقبل الذلَ والهوان والاستتباع والانبهار والافتتان والاستبداد .
27-أخطر أنواع الاستبداد أن يألفه الناس، بخضوع العقول الحرة للتقييد طواعية مقرونة بجزيل الشكر والعرفان والتقديس للمستبد!