لن يفلح يعقوب بسرقة القدس كما سرق النبوة

الكاتب: د. محمد عودة
مسيرة الاعلام لن تفلح في جعل كنيسة صياح الديك العربية كنيساً ولا المسجد الأقصى جبل هيكل حيث يقوم المستوطنون اليوم بمسيرة الاعلام كما جرت العادة في مثل هذه الأيام يقوم آلاف المستوطنين القادمين من كل انحاء فلسطين التاريخية للمشاركة في مسيرة الاعلام في محاولة لاسرلة القدس حيث دأب المستوطنين على المشاركة سنويا منذ اعلان ضم القدس الشرقية الى إسرائيل في 27 حزيران 1967، اذ يعتقد الإسرائيليين انهم بهذه المسيرات وبالضم والتوسع يستطيعون اسرلة وتهويد وعبرنة القدس وكل فلسطين.
فمنذ اليوم الأول لإنشاء هذا الكيان اللقيط وهو يحاول عبرنة، اسرلة وتهويد كل شيء بسياسة الامر الواقع حيناً وأحيانا كثيرة بسن القوانين التي لا علاقة لها بالقانون، سوى ارتباطها بذلك القانون التلمودي الذي تم اختراعه من اجل تمرير مشاريع قوانين تخالف كل ما له علاقة بالقانون الدولي.
لقد أنشئ الكيان على قاعدة خاطئة، وكل ما بني على خطأ فهو خطأ، حيث ان نظرية ارض بلا شعب لشعب بلا ارض فيها مغالطتين أساسيتين، الأولى ان فلسطين ليست ارض بلا شعب، بل يعتبر الشعب الفلسطيني من أقدم شعوب العالم، اما المغالطة الثانية فهي ان يهود العالم شعب بلا ارض، فاليهود ليسوا شعب، هم عبارة عن شريعة يعتنقها أناس ينتمون الى شعوب عدة، هم يحاولون اختراع شعب وقد عبر عنه الفيلسوف الإسرائيلي شلومو ساند في واحد من اهم الكتب التي تعري المزاعم الصهيواستعمارية (اختراع الشعب اليهودي).
لقد سن البرلمان( الإسرائيلي الكنيست)عشرات القوانين العنصرية بغية انجاز مشروع الاسرلة،العبرنة والتهويد ،كان أهمها قانون أملاك الغائبين والذي يخول الكيان بالسيطرة على الأراضي التي تركها أهلها مرغمين، ثم قانون الأرض البور والذي يخول الدولة بالسيطرة على الأراضي المهملة(الإدارة الإسرائيلية كانت تعرقل وصول الملاك الى أراضيهم مما سيحولها الى ارض بور،الفلسطينيون في الكيان يشكلون نسبة تقارب 22% بينما حصتهم من الأرض بالكاد تصل 3%،ورغم هذا الخلل بين نسبة السكان مقارنة بنسبة الأراضي الا ان الكيان أصدر قانون كيمينتس لتضييق الخناق على اهل البلاد الأصليين ثم اصدروا قانون القومية الذي يمنح حق تقرير المصير بين النهر والبحر لليهود فقد.
اما في الضفة الغربية فقد اقاموا مئات المستوطنات ووضعوا ما يقارب ألف حاجز عسكري بين المدن والقرى، نصبوا بوابات على مداخل كل التجمعات السكانية الفلسطينية ويفوق عدد هذه البوابات الالف، أضف الى كل ما سلف الطرق الالتفافية ومنع السكان من استثمار أراضيهم معتقدين انهم سينجزون مشروعهم في الاسرلة والتهويد وتفريغ البلاد من أهلها.
الرد على كل ما سلف انهم مهما سعوا فلن يتمكنوا من اقناع شتلة ميرمية في الجليل بيهودية الدولة، فما الذي يربط الخبيزة بخبز الماتسا وخبز الحلة؟ وما علاقة العكوب بيعقوب الذي سرق النبوة من أخيه عيسوا؟ كيف يمكن ان يقبل عرق زعتر بري بالتمييز العرقي؟
ما العلاقة بين اليهودية والهوية؟ فانا أحاول ان اتخيل عمي الكهل المقيم في الرامة والذي حدثني عن أبو عبد الله يهودياً، وابن عمتي الذي أُرغم على ترك الجاعونة واستقر في طوبا الزنغرية يجدل خصلات شعره على طريقة الحاخامات صعب يزبط أي من تخيلاتي يا مستر ميليكوفسكي (نتنياهو) فالهوية لا تحتاج لقانون، وعصافير الجليل لن تغرد الا بالكنعانية، اما ديك كفر الديك فلن يصيح الا بالدارجة. اما بيت جن فستبقى حارسة الشاغور ويبقى الريحان يمثل شموخ كنعان.
أقراص الفلافل في حيفا مهما حاولت سرقتها فهي تنتفخ في مقلاها زهواً بفلسطينيتها، المسخن الذي تحاول تسويقه كوجبة عبرانية لا يمكن ان يسخن الا في مطبخ فلسطينية ترتدي الثوب المطرز بالنقوش الكنعانية والتي ترقص طربا على الحان الدلعونا وظريف الطول، ظريف الطول الذي لا يصدح الا في مسرح السرايا في يافا، اما القفز في بحر عكا فلا يتقنه الا فلسطيني كنعاني.
يا سيد نتنياهو الفلسطيني يستخدم فحم ام الفحم للشواء، اما حيفا فلا تأكل العلت الا من عتليت، اما الزيتون فيجنى في بيت جالا ويعصر في بيت ساحور ويعبأ في عيلبون، لا تحاول مستر ميليكوفسكي (نتنياهو)حيث من المستحيل ترجمة نسمة من نسمات الكرمل الى العبرية ولا يمكن للنباتات البرية الزعتر البري والزعرور والسريس النابت على سفوح جبل عداثر الا ان تفوح بعبيرها الكنعاني.
أيها العابر نحن في وطننا متجذرون مقيمون، اما انت فمرور غريب عن كل الأشياء، غريب عن أشجار الحور في ساجور، أيها الغريب عن صفصافة يازور، يا سيد ميليكوفسكي انت لا يمكن الا ان تكون عابراً فكل فلسطين لها مواعيدها لكنها ليست ارض ميعادك خذ بعضك وارجع من حيث اتيت فمسيرات اعلامك لن تغير الحقيقة ان هذه البلاد كانت تسمى فلسطين وستبقى تسمى فلسطين وهويتنا ليست بحاجة الى قانون.