رغم التحديات
خاص| الإغاثة الزراعية تكرّس جهودها لدعم المزارعين في الأغوار والمناطق المهددة
خاص - راية
أكد منجد أبو جيش، مدير عام جمعية الإغاثة الزراعية، أن الجمعية تواصل جهودها بشكل مكثف في دعم المزارعين في الضفة الغربية، وخاصة في منطقة الأغوار التي تتعرض لمحاولات متكررة من قبل الاحتلال والمستوطنين لنهب الأراضي وتهجير السكان.
وفي حديث لإذاعة "راية"، أشار أبو جيش إلى أن الإغاثة الزراعية تعمل حاليًا في قطاع غزة رغم صعوبة إدخال المواد، حيث تم دعم 220 مزارعًا خلال الأشهر الماضية بزراعة محاصيل كالبندورة، وهي الآن تُنتج وتُباع في الأسواق المحلية.
أما في الضفة الغربية، فقال أبو جيش إن الجمعية تولي اهتمامًا خاصًا بمناطق "ج"، لاسيما الأغوار. وقد افتتحت مؤخرًا مقرًا جديدًا في الجفتلك، هو الأول من نوعه كمقر لمؤسسة أهلية فلسطينية في المنطقة، يخدم الجمعيات الزراعية والتعاونية ويحتضن برامج متنوعة لدعم المزارعين مباشرة، بالإضافة إلى منح تدريبية وتمويلية للشباب والصبايا الخريجين، وذلك بدعم من مؤسسات دولية مثل UNDP والتعاون البلجيكي وENABEL.
وأشار إلى أن "الاغاثة الزراعية" تنشط بشكل يومي في الأغوار من خلال برامج تتعلق بخطوط المياه، وشق الطرق الزراعية، واستصلاح الأراضي.
ولفت إلى مشروع مميز تم من خلاله دعم عشر صبايا في مرج نعجة بزراعة الريحان، وهو نبات طبي يصدر إلى أوروبا عبر شركة في طوباس، ويُصدر منه حاليًا نحو طن يوميًا، واصفًا ذلك بـ"الإنجاز الكبير".
كما تحدث أبو جيش عن مشروع ترميم بئر ارتوازي في مرج نعجة، والذي عاد للعمل وضخ المياه لصالح المزارعين الفلسطينيين، إلى جانب التوجيه الزراعي الذي تقدمه الجمعية للمزارعين والصبايا، موضحًا أنهم يدعمون إدخال زراعات جديدة تتناسب مع احتياجات السوق.
وبيّن أن الجمعية كانت أول من دعم زراعة الفراولة في الضفة الغربية بعد أن كانت تزرع فقط في غزة، مشيرًا إلى أن حوالي 250 دونمًا من الفراولة تُغطي اليوم 60% من الاستهلاك الفلسطيني، ما ساعد على تقليل الاعتماد على المنتج الإسرائيلي.
وأضاف: "في سهل بيت دجن وسهل بيت فوريك، قمنا بتحويل الأراضي الجرداء إلى سهل يعج بالحيوية من خلال بناء خطوط مياه وطرق زراعية وخزانات، واليوم هناك 250 بيتًا بلاستيكيًا مزروعًا بالخضار، وهذا الإنتاج يغذي الأسواق القريبة في بيتا ونابلس".
وأوضح أن الإغاثة الزراعية تزرع آلاف أشجار الزيتون سنويًا، وتملك شركة لتسويق الزيت عبر 24 دولة حول العالم وفق معايير التجارة العادلة، كما تهتم بالتصنيع الغذائي ودعم الجمعيات النسوية.
وفيما يتعلق بتوزيع الجهود، قال أبو جيش إن الجمعية تعمل في 12 فرعًا في الضفة الغربية، وتضاعفت ميزانيتها وعدد موظفيها خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرًا إلى مشروع كبير في مسافر يطا لدعم مربي الثروة الحيوانية، وبرامج أخرى لبناء قدرات المجالس القروية، وتعاون مع الجامعات الفلسطينية كجامعة النجاح وبيرزيت والقدس.
وتابع: "لدينا برنامج لدعم طلبة الماجستير الزراعي، ودورات لتدريب المهندسين الزراعيين لمدة 10 أشهر في مقراتنا في أريحا والزبابدة، حيث يحصل المتدرب على تدريب نظري وعملي وتقني".
ولفت إلى أن الإغاثة الزراعية لم تعد تركز فقط على الزراعة، بل تستهدف المجتمع الريفي ككل، من خلال برامج مجتمعية، وتشكيل 74 لجنة حماية مجتمعية تتلقى تدريبات في الإسعاف الأولي وإطفاء الحرائق، وتقوم بخدمة القرى التي تنتمي لها.
وأوضح أبو جيش أن الجمعية دخلت مؤخرًا إلى المخيمات الفلسطينية، مثل نور شمس وجنين وطولكرم، لتقديم مساعدات طارئة في ظل التحديات، في خطوة جديدة تضاف إلى دورها الشامل.
واختتم بالقول: "نحن في خدمة أبناء شعبنا في كل مكان، والإغاثة الزراعية ستستمر بتطوير برامجها وفق احتياجات المزارعين والريف الفلسطيني".