فشل مشروع (الشفق Aurora) لن يثني إسرائيل عن محاولة انجاز مشروع نافو

الكاتب: د. محمد عودة
كشف تحقيق اجرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن مجموعة بوسطن للاستشارات الأميركية BCG) )، وضعت نماذج لتكاليف "تهجير الفلسطينيين من غزة"، ووقعت عقداً بعدة ملايين من الدولارات للمساعدة في تنفيذ مشروع حمل اسم "أورورا" (Aurora)، لتهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، ويشير التحقيق الى ان BCG ساهمت في تأسيس "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، ودعمت شركة أمنية مرتبطة بها، لكنها تخلت عن المشروع الذي قتلت إسرائيل من خلاله المئات من الفلسطينيين أمام مراكز توزيع المساعدات، وقامت بطرد اثنين من الشركاء في الشركة الشهر الماضي.
حسب تقرير الصحيفة البريطانية فان الشركة وضعت نماذج مالية لإعادة الاعمار بعد ان ينتهي العدوان بما فيها كلفة تقديرية لإعادة توطين مئات آلاف الغزيين خارج قطاع غزة واثارة الاقتصادية. وقد قدر القائمون على المشروع الكلفة بحدود خمسة مليارات دولار حيث ان تكلفة التوطين خارج غزة تقدر بما يقارب 10000 دولار وحسب السيناريو المفترض لما أسمته الشركة بـ “التهجير الطوعي"، كان من المقرر منح سكان غزة حزمة مالية للخروج من القطاع، تشمل 5 آلاف دولار، وإيجاراً مدعوماً لمدة أربع سنوات، وغذاءً مدعوماً لمدة عام وحسب النموذج فإن تكلفة إعادة التوطين خارج غزة أقل بـ 23 ألف دولار للفرد مقارنةً بتكلفة تقديم الدعم للفلسطينيين داخل القطاع خلال مرحلة إعادة الإعمار.
تشير الصحيفة أن أكثر من 10 أشخاص من الشركة انخرطوا بشكل مباشر في المشروع الذي حمل الاسم الكودي (أورورا" Aurora (الشفق القطبي)، بين أكتوبر 2024 إلى نهاية مايو الماضي، واعترفت "بوسطن للاستشارات" بأن مسؤولين كباراً في الشركة "تم تضليلهم" بشأن نطاق العمل الذي يقوم به كبار الشركاء الذين يديرون المشروع.
وتدير مؤسسة غزة الإنسانية (ورقة التوت حسب وصف الأمم المتحدة) 4 مراكز لتوزيع المساعدات في غزة، وتعتمد نظاماً عسكرياً يديره متعاقدون أمنيون أميركيون، تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، وهو ما تزعم إسرائيل أنه ضروري لـ “منع المساعدات من الوصول إلى حماس، وتعتبر ال (CIA) الامريكية وال Tachlith).) الاسرائيلية الراعي الحقيقي للمشروع عبر استخدام شركة اوربس التي يعمل بها رايلي، العميل السابق للمخابرات المركزية الامريكية.
ووفق مصادر الصحيفة فإن اختيار BCG كاستشاري للمشروع، جاء بسبب علاقتها طويلة الأمد مع في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، والذي كان يعمل لدى شركة "أوربس وعمل رايلي كمستشار بدوام جزئي لدى وحدة الدفاع في شركة بوسطن للاستشارات، والتي تم طرد العسكريين السابقين، مات شلوتر، ورايان أوروداي، منها، واستخدم رايلي مخططاً أولياً وضعه فريق شلوتر في نهاية عام 2024، لتأسيس شركة "الوصول الآمن للحلول" (Safe Reach Solutions) وهي الشريك الأمني لمخطط توزيع المساعدات الإنسانية.
وكان عدد من الداعمين الإسرائيليين لمبادرة إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية"، يعملون أيضاً على مخطط لغزة في فترة ما بعد انتهاء الحرب، وكيف يمكن إعادة إعمارها. فقد طلب الداعمون الإسرائيليون، من مجموعة بوسطن للاستشارات، إعداد نموذج مالي معقّد يمكن من خلاله اختبار مجموعة من السيناريوهات، بما في ذلك سيناريو يتم فيه "نقل أجزاء كبيرة من السكان الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة.
ان فشل مشروع الشفق بسبب التسريبات الصحفية لا يعني بحال من الأحوال تراجع الإسرائيليين عن مشروع تفريغ فلسطين من السكان وخاصة قطاع غزة عبر تحويل القطاع الى مكان غير قابل للحياة وعندها سيبحث الغزيين عن مكان اخر، سيعتبره الإسرائيليون هجرة طوعية. فمشاريع التهجير قديمة متجددة يتغير شكلها حسب الظروف حيث لم تقم أي جهة في إسرائيل بالإعلان عن الغاء مشروع التهجير الذي طُرح عام 1953 تحت اسم مشروع نافو.
لماذا تريد إسرائيل تهجير الفلسطينيين؟ لقد طرحت القوى الاستعمارية عبر نصوص دينية مزيفة ان الله وعد اليهود بفلسطين ومن اجل الخلاص من يهود أوروبا وتوظيفهم في خدمة الاستعمار طرحوا شعار ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وعليه فهم (الإسرائيليين والامريكيين) يريدون طرد الفلسطينيين لإقناع شعوب الغرب بان فلسطين فارغة ويجب ان تعود لليهود تحقيقا للوعود الربانية، اما كيف يطبق فالمطلوب إعادة التفوق الديمغرافي اليهودي في فلسطين والذي يميل لصالح الفلسطينيين الان، حيث ان تهجير مليوني فلسطيني سيجعل الميزان الديموغرافي مرة أخرى لصالح اليهود.
ومن اجل تفويت الفرصة على الاستعمار وربيبته إسرائيل لا بد من انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس المشروع الوطني (ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية)،على القيادة الفلسطينية ان تجري إصلاحات شاملة على النظام السياسي بما يضمن الفصل بين السلطات ويؤدي الى محاربة الفساد بكل اشكاله ويسمح لاحقا بإعادة تجديد الشرعيات الفلسطينية على أسس ديمقراطية، كما ان على القيادة الفلسطينية إيجاد طرق خلاقة وابداعية لتوفير مقومات صمود شعبنا ،مطلوب من القيادة رفع سقف مطالبها خاصة واننا الطرف الأضعف، اقترح التلويح بالقرارين 181 و 194 ،مطلوب من القيادة الشرعية الفلسطينية ان تعمل على عدة مسارات (سياسي، قانوني، دبلوماسي بشقيه الرسمي والشعبي ) بغية ترجمة الحراك الدولي غير المسبوق الى وسائل ضغط على الكيان الصهيوني لإلزامه بالشرعية الدولية، يجب العمل مع الاشقاء والأصدقاء على تشكيل تحالف دولي قادر على لجم إسرائيل وانفاذ قرارات الشرعية الدولية.