افكار واحكام حان وقت رميها في سلة المهملات التاريخية!

الكاتب: المحامي صلاح موسى
احسنت الحكومة صنعا بالتعميم على الجهات المختلفة للتخفيف من الازمة على الموظفين ، واحسنت اذ طلبت من هيئة التقاعد ووزرات الاتصالات والحكم المحلي ووزارة التربية والتعليم وسلطة الطاقة والمياه بمتابعة الاجراءات وحسن تنفيذها وتقديم تقرير عن الاجراءات المتخذه للتخفيف عن الموظفين وما عليهم من التزامات .
علينا بداية ان نضع اسس لمفهوم المرحلة حتى نتمكن من اختيار انجع الوسائل للتعامل معها وهي:
1. علينا ان نخرج عن فهمنا المنقوص وان نتعلم ما تعلمه الخصوم انها معركة وجود ، لذا فان قواعد اللعبة قد تغييرت وبدأ الخصوم يتصرفون على هذا الاساس، ويعملون بجد لحسم هذه المعركة الوجودية باجتثاثنا من هنا وترحيلنا من ارضنا، ونحن و/او البعض منا ما زال يعيش بافكار التسعينيات في النقد والتحليل والمقاربة والطرح،او لنقل ما زال يفكر كما كان قبل السابع من اكتوبر.
2. العديد منا يدعوا لفتح حوار وطني هذه العبارة اصبحت غير ذي قيمة، حوار مع من وممن، هل الفصائل مع النقابات مع الحكومة ام القطاع الخاص مع البنوك ام العمال مع ارباب العمل، وكل الاطياف كما يقال في الفلقه، فان كان الجميع بالفلقه اذن الجلوس على طاولة واحدة من كل هذه الجهات سيعيدنا الى مربع الدفاع عن مصالح كل طرف وهو بالنتيجة سيعزز من الازمة خاصة وانها ازمة وجود وليس ازمة مصالح وادوار، كما ان الاشخاص الذين يمثلون هذه القطاعات غالبا فشلوا للاسف في ادارة حياة الناس على مدار سنوات طوال فهل سينجحون الان، ولنا في تصرفات العديد منهم اثناء ازمة الشيكل والسولار خير مثال على ذلك.
3. طرح حلول استراتيجية للتعامل مع الكارثة،ونسي ان الخصم على ابواب البيت بل في البيت يريد اما ان يقتلك او يهجرك او يجوعك وانت ما زلت تناقش افضل الوسائل لتقسيم البيت بينك وبين اخوتك او جيرانك في العمارة، نحن نحتاج الى ادارة فعالة (عمل تكتيكي ) للازمة لتجاوز خطر الوجود وبعدها يمكن لكل صاحب ترف استراتيجي ان يطرح حلول استراتيجية، النجاه بالحياة والبقاء هي عنوان المرحلة.
4. البعض ما زال مسكونا بان السلطة مطلب امريكي واسرائيلي لذا فلن يسمحوا لها بالانهيار، واخرون يقولون ان الحكومة هي اساس الداء، والعلة بالرحيل، والبعض يطرح حلول تعجيزية للتعامل مع الازمة، والاخرون يتبنون حلول سلحفاتية. ونسوا ان ما يجري على الارض اصبح واضحا المحصلة تغييب كامل لاي وجود و/او جسم يمثل الشعب الفلسطيني، مهما كان وممن كان.
5. الكل انتظر المنقذ، لكنه جاء بلا نتائج لغاية الان ، لان البعض قارن وما زال يعيش اسير مرحلة الدكتور فياض، فكان تعيين الاخ حسين الشيخ نائب للرئيس املا بحل الازمة المالية ان لم تكن السياسية ونسى من يعمل بالسياسية ان يتذكر ان قواعد اللعبه قد تغييرت بعد السابع من اكتوبر وان لا قرش الا بثمن يدفع مقدما، فلا دفعات على المكشوف السياسي.فلا الاصلاح مطلب موضوعي ولا محاربة الكراهية الا غطاء لاخضاع شعبنا.
6. علينا اعادة تعريف مفهوم التطبيع، حيث كانت وما زالت مواقف عدد من الصهاينة ممن يقيمون في اسرائيل وعدد من اليهود حول العالم، وحركات السلام الاسرائيلية افضل بكثير ممن يعتبرون انفسهم و/او هم فلسطينيون وعرب تجاه ما حصل ويجصل في الضفة وغزة، وبالتالي زمن التغيير قد حل والانفكاك عن المفاهيم الصماء حان وقتها.
انطلاقا مما ذكر المطلوب ان تعيد الحكومة وكل جهة ذات مصلحة طريقة التفكير والعمل لتبنى مسارات جديدة يمكن ان تكون كما هو ادناه و/او غير ما هو ادناه و/او مضافا اليه:
1. عدم الاكتفاء بالتعميم الصادر عن الامين العام لمجلس الوزراء للجهات المعنية، بل اصدار قرار بقانون و/او قرارات بقوانين تعالج كل قطاع على حذى بحيث يكون هناك الزامية بالتطبيق وحدود ومسارات قانونية تتجاوز حدود الموظفين لتشمل قطاعات العمال واصحاب المهن الحره والتجار والبنوك لتتوزع اثقال الازمة على الجميع، وهذا ممكن وقابل للتحقق وبسرعة وفاعلية.
2. بناء معالجات موضوعية واجرائية لكل ملف صغر او كبر في مجال الصحة (بحيث يتم تكثيف الملف وتوزيع الاعباء ، بموضوع الادوية المفقودة، شراء الخدمة، جلسات الكيماوي، ادوية الاطفال، الطعوم وغيرها) وهذا ما ينطبق على المعابر وخاصة معبر الكرامة مثلا فكما حصل بمعالجة التهريب على الجسر بغض النظر عن ايجابية الخطوة من سلبياتها، فان المطلوب معالجة الازمة بعمق من خلال فرق عمل متخصصة تتابع مع الجانب الاسرائيلي ومع الاخوة في الاردن، ويمكن ان ينطبق على ما حصل بين الغرف التجارية وسلطة النقد والبنوك من ايداع للتجار ان تنسجب على امور اخرى تتعلق بمصالح جهات اخرى.
3. على كل جهة و/او شخصية فكرية و/او اكاديمية و/او كتاب و/او مؤسسة قطاع خاص و/او مؤسسة قطاع اهلي ان يتوقفوا عن تشخيص للمشاكل والدعوة الى تشكيل اجسام جديدة ، بل تقديم حلول محددة ومباشرة، وعدم التنطع بطرح امور الناس قد تعبت منها، لان الناس اليوم تبحث عن حلول لمشاكلها الكثيرة.ليس لتسجيل المواقف والنقاط بحق سلطة عاجزة وبقاءها معجزة.
4. المعالجات الموضعية في كل محافظ وعلى مستوى المدينة والقرية والمخيم تكسر الفوارق وتنشئ احساس جمعي بوحدة الحال وتجاوز عبارات اصبحت منثورة في الارجاء بان رام الله ومن فيها منفصلين عما يحدث في الوطن وهكذا الى ان نعيد صياغة التضامن الوطني مرة اخرى