هل السويداء ضاحية من تل أبيب؟

رأي مسار
كل محبي سوريا وشعبها بمختلف طوائفه، تألموا كثيراً للفتنة التي وقعت في محافظة السويداء، والتي راح ضحيتها مواطنون أبرياء لا صلة لكثيرين منهم بأجندات الفتن وأغراضها ومحركيها.
ما لفت النظر كثيراً هو الدور الإسرائيلي سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، حيث المبالغة في تبني شعار حماية الدروز، والمبالغة أكثر في إظهار أن إسرائيل هي حامية الحمى ومنقذة الأقليات في أوطانها ومن أوطانها.
مفهومٌ الغرض من كل ما تفعل إسرائيل تجاه سوريا، مثلما هو مفهومٌ مع اختلافٍ في الأهداف التكتيكية مع ما تفعله في غزة، فحيث ما وجد إشكالٌ في المحيط العربي فهو مشروع استثمارٍ إسرائيلي وفق أجندة التخريب المنهجي للواقع العربي، حتى لو كان ذاهباً باتجاه سلامٍ مع الدولة العبرية.
الحملة الإسرائيلية المتكاملة في هذه الأيام، فيها قدرٌ كبيرٌ من الرهانات الخاطئة والتي تتحول إلى عكسها تماماً، فالدروز في سوريا يؤكدون التزامهم وانتمائهم بدولتهم السورية، ويؤكدون وفائهم لتاريخهم المشرق في الحفاظ عليها ومقاومة محتليها ومستعمريها، ما يجعل الاستثمار الإسرائيلي ساذجاً بكل المقاييس.
نعم نقر أن بلادنا مليئة بالثغرات التي يمكن التسرب منها لتخريب واقعنا ومقدراتنا، وهذا ما يحتم على مجتمعاتنا قبل دولنا أن تسد هذه الثغرات، لتحمي نفسها حاضراً ومستقبلاً.
إننا ونحن نتابع ما يجري في السويداء، نشعر بالرضا عن موقف الدولة السورية المعلن رسمياً من مواطنيها الدروز، وكل مواطنيها من مختلف الطوائف، ولكننا نحث الخطى من أجل ترتيب الوضع الداخلي السوري، وعلى العالم كله أن يساعد سوريا في ترتيب بيتها، ذلك أن سوريا ليست مكاناً تعيش فيه أقلياتٌ متناحرة، بقدر ما هي دولة ومجتمع وحجر أساسٍ في عالمنا العربي، تستحق أن تُحمى وتُدعم وأن تتوفر لها كل مقومات البقاء والتقدم وتجاوز الفتن.
إن من يتابع مجريات الأحداث في السويداء والدخول الإسرائيلي الفظ عليها، يتخيل كما لو أن السويداء ضاحية من ضواحي تل أبيب، والمبالغة في هذا دائماً ما ترتد إلى عكسها، فالسويداء سوريةٌ عربيةٌ وطنيةٌ ولا مجال لفصل القلب عن الجسد.