الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:31 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:24 PM
المغرب 7:33 PM
العشاء 8:56 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إعلان الدولة… تجسيدٌ للحق التاريخي، والشرعية القانونية، والهويـة الوطنية

الكاتب: ربحي دولة


يقف الشعب الفلسطيني اليوم أمام منعطف تاريخي حاسم، حيث تتجه الأنظار وحو الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينيه من اجل اعلان دولة فلسطين المستقلة، وهي خطوة تتجاوز كونها قرارًا سياسيًا لتصبح تجسيدًا عمليًا لحق أصيل كفلته القرارات و المواثيق الدولية وأثبتته تضحيات الأجيال المتعاقبة، حق يقوم على رفض استمرار الاحتلال ورفض القبول بالأمر الواقع الذي يحاول فرضه على الأرض، وإصرار على أن فلسطين دولة حرة مستقلة لا قضية عابرة ولا أرض بلا شعب.

هذا الإعلان لا يمثل فقط تثبيتًا للهوية الوطنية الفلسطينية في وجه محاولات الطمس والاقتلاع، بل هو أيضًا انتقال استراتيجي من موقع الطرف الخاضع للاحتلال إلى موقع الدولة التي تطالب بحقوقها وفق القانون الدولي، ما يمنح الموقف الفلسطيني قوة إضافية في المفاوضات المستقبلية ويضع العالم أمام حقيقة أن هذه الأرض لها سيادة وشعب وحكومة. كما أن هذه الخطوة يمكن أن تكون فرصة لتوحيد الصف الوطني إذا ما تم تبنيها في إطار برنامج سياسي شامل يلتف حوله جميع الفصائل والقوى، وهو ما سيعزز الحراك الشعبي ويزيد من قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال بمزيج من المقاومة السياسية والدبلوماسية.

من الناحية القانونية، يتماشى الإعلان مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي تؤكد حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في تقرير مصيرها، وهو حق لا يسقط بالتقادم ولا ينتزع بالقوة. كما أن سوابق دولية مثل كوسوفو تؤكد أن الإعلان من طرف واحد يمكن أن يحظى باعترافات دولية مؤثرة، غير أن التحدي يكمن في تحويل هذا الاعتراف الجزئي إلى إجماع عالمي يضمن للدولة الفلسطينية موقعًا قانونيًا راسخًا وعضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تبرز أهمية استثمار المواقف الدولية المؤيدة للقضية الفلسطينية، خاصة أن هناك دولًا عديدة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا قد اعترفت بالفعل أو أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يفتح المجال أمام حملة سياسية وإعلامية واسعة تعزز الاعتراف العالمي وتزيد الضغط على الاحتلال. كما أن الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية سيمنح الفلسطينيين أدوات قانونية لمحاكمة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، فيما يمكن للتحالفات مع دول البريكس ودول الجنوب العالمي وبعض الدول الأوروبية أن تتحول إلى رافعة سياسية واقتصادية لدعم الاستقلال.

إن إعلان الدولة الفلسطينية ليس خطوة رمزية عابرة، بل يمكن أن يكون بداية لمرحلة جديدة من النضال إذا ما تم التحضير له بعناية، بحيث يتكامل فيه العمل السياسي الداخلي مع التحرك الدبلوماسي الخارجي، ويترافق مع حشد شعبي وإعلامي واسع يضع العالم أمام مسؤولياته. إنها لحظة لإثبات الوجود، ولإرسال رسالة واضحة بأن الفلسطينيين باقون فوق أرضهم، وأن علمهم سيظل مرفوعًا فوق القدس وغزة ونابلس وكل شبر من فلسطين، حتى يتحقق الاستقلال الكامل وتصبح الدولة الفلسطينية حقيقة معترفًا بها وراسخة في وجدان الأمة والعالم اجمع ويتحقق الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال ويعيش في كنف هذه الدولة محققا انتصارا يليق بتضحيات هذا الشعب العظيم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...