العرض الأول لفيلم “صوت هند رجب” في فلسطين: توثيق سينمائي لذاكرة لا تموت

خاص – راية

تحدثت علا سلامة، المديرة التنفيذية لمؤسسة فيلم لاب فلسطين، حول العرض الأول في فلسطين لفيلم “صوت هند رجب”، أحدث أعمال المخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي يُعرض يوم الأربعاء.

ويستعيد الفيلم واحدة من أكثر اللحظات إيلامًا في الذاكرة الفلسطينية، عبر توثيق المكالمة الهاتفية الأخيرة للطفلة هند رجب (5 أعوام)، التي حوصرت داخل سيارة تحت نيران الاحتلال في قطاع غزة خلال كانون الثاني/يناير 2024، أثناء تواصلها مع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني طلبًا للنجدة.

وأكدت سلامة لإذاعة "راية" أن فكرة الفيلم وُلدت عندما استمعت المخرجة كوثر بن هنية إلى صوت هند، ما دفعها إلى التوقف عن مشروع سينمائي آخر، والبدء بهذا العمل الإنساني العميق. وقد عُرض الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية والعربية، وحظي بإشادة واسعة من الجمهور ولجان التحكيم.

ورغم أن الفيلم من إخراج وإنتاج تونسي، شددت سلامة على أنه يُعد فيلمًا فلسطينيًا بامتياز، كونه يوثق قصة فلسطينية وإنسانية بحتة، موضحة: “الفيلم لا يروي فقط صوت هند رجب، بل هو صوت أكثر من عشرين ألف طفل نادوا بالنجاة في غزة خلال السنوات الأخيرة”.

وأضافت أن الفيلم يشكل وثيقة تاريخية تحفظ الذاكرة الجماعية، في زمن تتلاشى فيه الأحداث سريعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن العمل يتميز أيضًا بجمالية سينمائية عالية، ويسلط الضوء على الضغوط الهائلة التي يتعرض لها العاملون في الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني.

وحول تساؤلات تتعلق بإخراج فيلم فلسطيني على يد مخرجة غير فلسطينية، أوضحت سلامة أن العمل قُدم من منظور إنساني غير استشراقي، وأن قضية هند تتجاوز الجنسيات، قائلة: “ما جرى في غزة كان اختبارًا للإنسانية جمعاء، وليس لقضية تضامن سياسي أو ديني فقط”.

كما كشفت سلامة عن برنامج عروض قادمة لأفلام فلسطينية وعربية عُرضت في مهرجانات مؤخرًا، مؤكدة أن السينما يجب أن تكون متاحة للناس، لا حكرًا على المهرجانات.

وفي سياق متصل، أعلنت عن مبادرة تضامنية مشتركة بين مؤسسة فيلم لاب وأصدقاء من السودان، تحت عنوان “عزة غزة”، حيث تُعرض أفلام فلسطينية في مقابل عروض لأفلام سودانية، تعبيرًا عن التشابه في معاناة الشعبين. وتنطلق المبادرة في 19 كانون الأول/ديسمبر، تزامنًا مع ذكرى الثورة السودانية، ولمدة أربعة أيام، وتشمل عروضًا في فلسطين والقاهرة.

وشددت سلامة على أن السينما، في هذا الوقت تحديدًا، لم تعد مساحة للخيال بقدر ما أصبحت مساحة للذاكرة، والتضامن، والمقاومة المشتركة، في مرحلة تاريخية شديدة القسوة تمر بها المنطقة