نتنياهو بطل تدمير صورة إسرائيل وعلاقاتها
رأي مسار
الرسالة التي وجهها نتنياهو إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، انطوت على تشهير واتهام، غير مسبوقين على مدى تاريخ العلاقات الفرنسية الإسرائيلية.
وفي لغةٍ اتخذت سمة الإنذار، طلب نتنياهو من ماكرون استبدال الضعف بالفعل، والتساهل بالحزم، وحدد موعداً لنفاذ انذاره ضد فرنسا قبل رأس السنة العبرية، في الثالث والعشرين من سبتمبر المقبل.
مقابل هذا التعالي وانعدام اللياقة في مخاطبة رئيس دولة عظمى كان لها تاريخ طويل في دعم إسرائيل وتسليحها، ردت باريس بصورة أوليةٍ على تطاول نتنياهو واصفة إياه بالدنيء، وكل ما قاله مبني على مغالطات، ولم يكتفِ الإليزيه بهذا الرد الأولي، فقد وعد نتنياهو بأن رسالته الاستفزازية لن تمر دون رد مع تأكيد من الدولة الفرنسية على أنها هي وحدها من يحمي مواطنيها اليهود الذين هم فرنسيون أولاً وأخيراً.
ما يحدث مع فرنسا يحدث مثله على صعيد علاقات إسرائيل بمعظم دول العالم التي تبلور إجماعٌ بينها على إدانة حرب الإبادة المستمرة على غزة، والأمر هنا سببه المباشر هو فظاعة ما يفعل نتنياهو في غزة، حيث مجازر الأطفال والمدنيين لم تتوقف على مدى قرابة سنتين.
ولو قامت شركة علاقات عامة عملاقة، بتشويه صورة إسرائيل وأنفقت عشرات المليارات من أجل ذلك لما أحدثت ضرراً كالذي أحدثه نتنياهو ليس فقط على صعيد الصورة وإنما على صعيد تدمير العلاقات كذلك.
