إنجاز تاريخي.. ندى الأطرش تحصد شهادة تحكيم دولي في الجنباز الفني
حققت الصحفية الفلسطينية ندى الأطرش إنجازًا غير مسبوق بحصولها على أول شهادة تحكيم دولي فلسطينية في رياضة الجنباز الفني، لتسجّل اسمها كأول فلسطينية تدخل هذا المجال على المستوى الدولي، في رياضة تُعد من أكثر الرياضات الأولمبية تعقيدًا من حيث القوانين والتحكيم.
وجاء هذا الإنجاز بعد اجتياز الأطرش امتحان التحكيم الدولي الذي يُعقد مرة كل أربع سنوات تحت إشراف الاتحاد الدولي للجنباز، لتبدأ مسيرتها رسميًا ضمن الفئة الرابعة، وهي الدرجة الأولى في سلم التحكيم الذي يتطلب ما لا يقل عن 12 عامًا من الاختبارات والترقي للوصول إلى أعلى تصنيف.
وقالت الأطرش، خلال حديث لشبكة رايـــة الإعلامية من العاصمة القطرية الدوحة، إن دخولها عالم الرياضة لم يكن مخططًا له، إذ إنها خريجة إعلام من جامعة الخليل وعملت مراسلة ميدانية لسنوات في تغطية الشأن السياسي، دون أي خلفية رياضية تُذكر. وأوضحت أن انتقالها إلى قطر مطلع عام 2020، بالتزامن مع جائحة كورونا، شكّل نقطة تحوّل في مسارها المهني.
وأضافت أن توقف التوظيف بسبب الجائحة دفعها للعمل الحر في التصوير والمونتاج، قبل أن تُكلّف بتغطية فعاليات رياضية، من بينها بطولات دولية وأحداث ينظمها الاتحاد الآسيوي للجنباز، ما فتح أمامها باب العمل في المجال الرياضي من زاوية الإعلام والاتصال.
وأشارت الأطرش إلى أن عملها مديرةً للاتصال والميديا في الاتحاد الآسيوي للجنباز أتاح لها الاحتكاك المباشر باللجان الفنية وقوانين اللعبة، قبل أن تكتشف غياب أي حكمة فلسطينية مسجّلة دوليًا، وهو ما شكّل الدافع الأساسي لخوض تجربة التحكيم.
وبيّنت أن الجنباز الفني يُعد من أصعب الرياضات في التحكيم، نظرًا لتعدد الأجهزة ودقة احتساب الأعشار خلال ثوانٍ معدودة، مؤكدة أن الحكم مطالب باتخاذ قرارات سريعة تستند إلى قانون تحكيم يتجاوز 200 صفحة، يُحدّث كل أربع سنوات.
وعن واقع التحكيم النسوي عربيًا، أوضحت الأطرش أن عدد الحكمات الدوليات ما زال محدودًا، لا سيما في الفئات العليا، مشيرة إلى أن أعلى فئة تحكيمية (Category 1) لا تضم سوى عدد قليل جدًا من الحكمات على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بتمثيل فلسطين، أكدت الأطرش أن مشاركتها كحكمة باسم فلسطين مرتبطة بوجود منتخب وطني للجنباز، وهو ما يشكّل تحديًا حاليًا، خصوصًا في فئة الإناث، داعية إلى الاستثمار الجاد في هذه الرياضة وبناء منتخبات وطنية قادرة على المنافسة القارية والدولية.
وختمت الأطرش حديثها بالتأكيد على أن الإرادة والدعم العائلي، لا سيما من زوجها وأهلها، كانا عنصرين حاسمين في مواصلة هذا المسار الصعب، معربة عن أملها بأن يشكّل هذا الإنجاز خطوة أولى نحو حضور فلسطيني أوسع في رياضات فردية عالمية، وفي مجال التحكيم الدولي تحديدًا.

