“حين يُهان المعلّم، تُهان البلاد.”
الكاتب: د. عدنان ملحم
في وطنٍ محاصرٍ ينزفُ فقرًا، وبطالةً، وجوعًا، ووجعًا، ودمارًا، ويعيش تحت سنابكِ محتلٍّ يُبيدُ شعبَه، وينهشُ أرضَه، ويسطو على مستحقّاته ومقدراته ، يظلّ أبناءُ الشعبِ الفلسطينيِّ عناوينَ كرامةٍ وعزٍّ وعنفوانٍ وطنيٍّ، ومدارسَ نضالٍ وعلمٍ وصبر.
في بلدٍ يشيدُ الموظفونَ عامّةً، والمعلّمونَ خاصّةً، قواعدَ الحاضرِ والمستقبل، لا يجوز أن يُقادوا إلى السجون أو يُستدعَوا للتحقيق، بسبب عجزِ سلطتِهم وحكومتِهم عن توفيرِ مستحقّاتهم ومعاشاتهم وأجورهم .
أيُّ ظلمٍ هذا الذي يجعل مُربّي الأجيال يقفون خلف القضبان، بينما يسرح ويمرح من نهبوا المليارات وهرّبوا الملايين؟! يقيمون في بقاع الأرض المختلفة، تحيط بهم العنايةُ والتسهيلاتُ والمناصبُ البراقة! أيُّ عدالةٍ هذه التي تُعاقب الشرفاء وتُصالح اللصوص والمهربين؟! وكيف سيقف المعلّمُ غدًا أمام طلابه ليُعلّمهم معاني الكرامة والوطنية؟ .
نحن، المواطنون الأبرياء الفقراء الأتقياء، نُبدي استعدادَنا لتسديد ما يُطالَب به المعلّمُ “المتَّهَم”، منعًا لإهانة وجهه أو المساس بكرامته، في ظرفٍ يجب أن تُرفَع له القبعة، لا أن تُوضَع القيودُ في معصميه… ونعتذر لك، ولأمثالك، " ونقبّل الأرضَ تحت أقدامكم ".

