لن أناديكي حياتي
الكاتب: فارس سباعنة
رايه نيوز: فجميلة أنت وخضراء
وهذا العمر صحراءٌ وقاحلةُ الصفاتِ
بخيلة يا حلوتي
أيدي السماء معي ونادرة الهباتِ
سوداء تلك النجمة العلياء بائسة التوهج
مثل سجنٍ محكم الإغلاق من كل الجهاتِ
لن أناديكي حياتي
أشرقي أفقا بروحي
ولوّني قمري
وتقمصي قدري لتخترعي حياتي
أنا هجرتُ ملامحي سكرى على عتبات أحزاني
وبرد الأغنياتِ
ونسيت مهارتي حتى بحلاقة الذقن
وكيّ ملابسي وفي غزل البناتِ
ونظم رسائل العشاق في شتى المحافل والضواحي واللغاتِ
نسيتُ حكاية الأحباب منذ النظرة الأولى وحتى القبلة الأولى
على شرف الدخول بعالم السلوى
وموت الذكرياتِ
***
حبيبتي ...
أنا لن أشبهكِ بكأس الخمر أو قمر الشرودِ
فأنت لم تأتي بليلٍ هادئٍ أو وحدةٍ غصّى
ولا سفرٍ وحيدِ
هي أنت مثل الشمس في وضح النهار
ووسط ضوضاء الحياة
ووسط عادات الوجودِ
وأشياءٍ تعودتُ احتمال شقائها رغماً
لكي أنسى ورودي
أنت لم تأت من الحلم الذي يبكي على وجع الوسائد
يا حلوةً عاديةً جاءت بأول صفحةٍ ملئى بأخبار الجرائد
بفستانٍ بسيط الشكل دون أساورٍ أو حليةٍ زيفاء
أو كذب القلائد
بأجمل ما تكون أنوثة الأرض البريئة
من تدخل أي فلسفةٍ وتخمين الشوائب والزوائد
بعضُ الماء إن يصفو بأصغر جدولٍ ظهراً
ويسقط فوق صخرِ العمر ... يحتلّ المشاهد
أشعلي جمري بأية قبلةٍ أو لمسةٍ أو بسمةٍ حتى
لتبتهل المواقد
صنّفي شِعري إلى ما قبل عينيكِ .. وبعدَهُما
لكي يصيرَ هواكِ يُتلى في الكنائس والمساجدْ
صدقيني ..
دون أن تتكلمي سيظل صوت العمر يابس
دون موجك فوق صخر شواطئي حسنا
ستختنق الشواطئ والنوارس
لو ما استطعتي أن تحبيني بتلك الروح فامضي
ولا تخشي عليّ من الشحوب
فقد تعودتُ انتظاري خلف باب العمر بائس
أدري بأني صاخبٌ في الحبّ ملتهب المشاعر
لن تجاريني بحبّي
.. لا عليكِ
.. هكذا حبّ الفوارس