الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:25 PM
المغرب 7:35 PM
العشاء 8:59 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حضر التلاميذ .. وغاب المعلم !

الكاتب: خالد عيسى


أطلقت اسرائيل سراح الشهيد، ومنحت المحكمة الاسرائيلية العليا "حق الموت" لشهيد ام الحيران في النقب، وانتصرت الجثة على الجرافة، وانتزعت حقها في قبر بعد أن فشلت في حقها ببيت قبرته الجرافة الإسرائيلية حيّا لتقيم فوق عظامه مستوطنة !.

وبين البيت والقبر .. سقط يعقوب ابو القيعان مضرجا بكتبه المدرسية، وبكراسات التلاميذ الذين انتظروا في الطابور الصباحي معلمهم الذي القت السلطات الاسرائيلية القبض على جثته، وجمدت حقه بالموت الطازج في الثلاجة الاسرائيلية، وبعد ان عزف القاضي الاسرائيلي على قانون "دولة القانون" ، وفتش في ملفات "حق المواطنة" الذي يهدم البيت ويحتجز القبر.. وتكرّم بإطلاق سراحه والافراج عن القبر !.

وبين حق البيت وحق القبر .. حكاية هذه البلاد في صراعها المر بين الوطن والمستوطنة، بين أصحاب البلاد والغزاة، بين أنياب الجرافة وأغصان الزيتون، بين القبة الحديدية وقبة الصخرة، بين مفاعل ديمونة وناقة انتزعت من تحتها مضارب أهلها في النقب !.

تختنق الناصرة بسكانها وتُسرق من حولها أراضي عين ماهل والمشهد وصفورية لتقام عليها رحابة مستوطنة "نتسرات عيليت" لتعلو على الناصرة بعبرية ركيكة "الناصرة العليا".. والمساكن الفلسطينية المسكينة تبحث عن ترخيص بناء في دولة قامت اصلا بلا ترخيص، وبين الناصرة العليا والمحكمة الاسرائيلية العليا ينتزع يعقوب ابو القيعان حقه بقبر في دولة أقامت أهم مدنها تل ابيب فوق عظام أجداد يعقوب ابو القيعان في الشيخ مؤنس من بقايا يافا !.

سينام يعقوب ابو القيعان في قبره هذه الليلة مطمئنا لترخيص منحته المحكمة الاسرائيلية العليا.. لا تهدده الجرافات الاسرائيلية، وسيبحث تلاميذ يعقوب ابو القيعان عن كراساتهم المدرسية التي عجنت في حديد سيارته.. وسيكبرون ويعرفون الفرق بين نشيد "هتكفاه" ونشيد موطني في صراع الوطن والمستوطنة.. بين حق القبر وحق البيت.. بين شتلة زعتر في الجليل، وجرافة تحاول عبثا تغيّر وجه هذه الأرض التي تشبه وجه أصحابها ولم تشبه يوما وجه الغزاة !.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...