ومضات

الكاتب: وليد بطراوي
احك معي
مؤسسات كثيرة تحمل عناوين وأسماء لها علاقة بالناس وتستجلب التمويل لأنها كذلك، بمعنى آخر على حساب الناس، لكنها تنشر أوراقاً وأبحاثاً ونشرات وتعقد مؤتمرات بعيدة كل البعد عن لغة الناس ولا تحاكيهم، وتستخدم عناوين لمحاضرات ومصطلحات بالكاد يفهمها من حصل على درجة الدكتوراه.
الخوف
عادة ما نتهم سائقي المركبات العمومية والتاكسيات الصفراء والفوردات بالتهور والسياقة بسرعة دون الاهتمام لحياة الآخرين، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن الحوادث. لكننا لا نتفوه بكلمة واحدة خلال سفرنا في هذه المركبات، ولا نطلب منهم تخفيف السرعة على الرغم من احتراق أعصابنا من الخوف أولاً من الحادث الذي قد يقع في اية لحظة، والخوف من ان يتهمنا الآخرون بالخوف، فجميعنا شجعان لا نهاب الموت، أليس هذا ما تربينا عليه؟ والخوف ثالثاً من ان نجرح مشاعر السائق الذي يعتقد انه أفضل السائقين وأنه بعيد عن المخاطر، وربما الخوف من أن يرمينا خارج السيارة ويقول "مش عاجبك انزل"!
وصلني ولا تدهورني
تطالعنا الصحف يومياً أخباراً عن حوادث سير، بعضها يُعزى الى خلل فني، والآخر لأسباب جوية. أما السبب الحقيقي، فهو السرعة الزائدة بين سيارات العمومي التي تتسابق لخطف الركاب من على جانب الشارع او من اجل الوصول أولاً الى محطة انتظار الركاب. في هذا المقام استذكر نكتة قالها صديقي وهي أن سائق سيارة عمومية رأى شخصاً ينتظر عند جانب الشارع، ولكنه في نفس الوقت نظر في المرآة فرأى سيارة أجرة خلفه. فكر السائق وقال في نفسه "اذا توقفت لأخذ الراكب سوف يسبقني سائق السيارة التي خلفي الى الموقف ويأخذ دوري هناك، وان لم أتوقف لأخذ الراكب فان السائق الذي خلفي سوف يأخذه، يعني في جميع الأحوال أنا خسران". فما كان منه الا ان دهس الرجل عند جانب الطريق وقتله، وأنهى بذلك المعضلة!
Big Ben
بعد ان أدركت ان العام الجديد قد بدأ وبعد ان تعودت على كتابة 2017 بدلاً من 2016 نظرت الى طاولة مكتبي، فلم أجد أي رزنامة على عكس ما جرت عليه العادة. ناديت بأعلى صوتي على مدير مكتبي وقلت "وين الرزنامات؟ وين الأجندات؟" أجاب مدافعاً "البنك الفلاني بستنى ييجوا الأجندات من عمان لأنه بطبعوهم هناك. وشركة التأمين لسا ما بعتت اي إشي، بجوز السنة عاملين إشي ثاني." ثم استدرك "طيب لشو أصلاً بدك أجندة ولا رزنامة؟ اي هو في حد بيحترم مواعيد وتواريخ، مفكر الدنيا كلها بيج بن!"
لو كنت مسؤولاً
فان مكاني الطبيعي خلال أيام الأسبوع وساعات الدوام الرسمية هو مكتبي لا أن تجدني في مقهى ادخن الأرجيلية الساعة 12:00 ظهراً.
الشاطر أنا
مع انه دائرة الأرصاد الجوية قالت انه احتمال تساقط الثلوج ضعيف، بس أنا من باب الشطارة دايماً مستعد. وبيجوز حدا من اللي بيبيعوا مستلزمات الثلج طلّع إشاعة انه راح تثلج، علشان يبيع بضاعته. ومع هيك حضرتي رحت اشتريت معسل، كستنة، بطاطا حلوة، سحلب ومستلزماته، بخمسين شيكل خبز، واعملت اشتراك تلفزيون ع الانترنت علشان اذا الدش تعطل، وحضرت صوبة الكاز علشان اذا الكهرباء قطعت، وطبعاً ما نسيت اللوكس والبطاريات، وأهم شي اشتريت من عند أبو طوط (حذفنا اسمه بلاش يقولوا دعاية) جزم بلاستيك إلي وواحدة لزوجتي ووحدة لبنتي. "كن مستعداً" هذا شعار الشطّار علشان لا تنام بين القبور ولا تحلم أحلام مزعجة. شطارة ولا شو!.