أشبال للبيع في غزة !

رايـة- سامح ابو دية-

ليس الإنسان وحده، إنما الحيوانات أيضا ترزح تحت ويلات الحصار الاسرائيلي المطبق على قطاع غزة.. في خطوة غير مألوفة عرضت حديقة حيوانات خاصة في رفح جنوب قطاع غزة، 3 أشبال حديثة الولادة؛ للبيع بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية، وانعدام حركة قطاع السياحة في غزة منذ سنوات.

وولدت الأشبال في الثامن عشر من شهر نوفمبر الماضي، داخل حديقة الحيوان التي تحتوي على عشرات الحيوانات المختلفة "أليفة ومفترسة وطيور جارحة وغيرها". 

واضطر صاحبها المواطن محمد جمعة لعرض أشباله للبيع ليتمكن من توفير الغذاء الخاص بوالدي تلك الأشبال وباقي الحيوانات الموجودة في الحديقة التي تُعتبر أقدم حديقة للحيوانات في قطاع غزة (افتتحت عام 1999).

 "تحتاج الى رعاية وغذاء تبلغ قيمتها حوالي 1200 شيقل يوميا" قال جمعة لـ"رايـة".

ويقول جمعة (51 عاما) صاحب الحديقة، إنه عرض بيع الأشبال لكي يتمكن من الإنفاق على باقي الحيوانات الموجودة في  الحديقة، يضيف: "بسبب واقعنا الاقتصادي السيئ؛ ربما نضطر لبيع الأسود الكبار".

ولم يُحدد المواطن جمعة سعر الاشبال التي لم يتجاوز عمرها (40 يوما)، فيما قال إن سعر الشبل الواحد يبلغ 3500 دولار أمريكي أو أكثر، مشيرا الى أن السعر المذكور "قابل للتفاوض".

وبين جمعة أنه تلقى عروضاً واتصالات من أشخاص مهتمين لكن لم يتم البيع بعد.

وتحمل الأشبال المعروضة لبيع أسماء: (القدس والأقصى وأردوغان).

وكان مالك حديقة حيوان "غابة الجنوب" في رفح، قد قال في وقت سابق؛ إنه يفكر في بيع كافة الحيوانات وانهاء مشروعه، بعد أن أصبح الموت يلاحق الحيوانات بسبب الجوع والتدني الاقتصادي، فضلا عن نفوق بعضها.

ويقترب قطاع غزة من دخول العام الحادي عشر من الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على قرابة مليوني مواطن. وتقول الأمم المتحدة إن القطاع لن يكون صالحاً للعيش بحلول عام 2020. 

ويشهد قطاع السياحة في قطاع غزة، تراجعا كبيرا خلال العقد الأخير، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والحصار الاسرائيلي المفروض منذ أكثر من 10 سنوات، والذي أدى الى تردي ظروف الحدائق وتلقي بعضها لخسائر فادحة بسبب عدم قدرتها الانفاق على مصروفاتها ونفوق بعضها جراء الحروب على غزة، واغلاق بعض الحدائق.