الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص

المكالمة الأخيرة

الشهيد يحيى عياش ووالده

راية- شادي جرارعة

رن الهاتف النقال، "يجيب أحدهم هل تريد أبو العبد؟".. نعم فأنا والده .. "يحيى لا نريد أن نتحدث على هذا الهاتف".. فيجيبه "لا سوف نتكلم على هذا الهاتف وكيف حالك"... بعد ذلك كأن شخصا صب علي وعاء ماءٍ بارد؛ انقطع الاتصال يقول والد العياش.

وكانت تلك أخر الكلمات بين الوالد وأبنه.

ولد العياش في قرية رافات قضاء سلفيت، درس هندسة الكهرباء في جامعة بير زيت، مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 إنخرط العياش بالمقاومة كباقي أبناء الشعب الفلسطيني للتصدي الاحتلال الإسرائيلي .

يقول والده لمراسل راية "لقد دعوة ربي قبل الزواج بأن يمنحني ثلاث ذكور لاسميهم يحيى ويونس ومرعي وأن يكون أحدهم مجاهدا في سبيل الله وقد تحققت هذه الدعوة فلم أنجب غير أولادي الثلاث وجلهم ذكور وكان ليحيى نصيب الجهاد".

تعرضت للاعتقال ومكثت بالزنزانة مدة 45 يوماً تقول والدته لمراسل راية "اللقاء الأخير بيننا كان بتاريخ 19-9-1995 في قطاع غزة وأثناء عودتي من هناك اعتقلتني إسرائيل لمعرفة كل شيء عن ابني يحيى".

"كنت أعلم بأن ولدي له نشاط عسكري ضد الاحتلال مع بدايات الانتفاضة الأولى في عام 1987 فقد كان دائما يرشق الحجارة وبعدها انتقل لتصنيع القنابل الحارقة .. وكنت دائما ما اجد بعضها خلف منزلنا" تضيف والدته.

وتشير أيضاَ "عندما بدأ يحيى بالمطاردة لم أكن اعلم فهو كان يأتي للمنزل ولم يخبرني بأي شيء وبأنه أصبح مطارداً حتى ذاع صيت العمليات التي كان يعدها فوقتها علمت جيدا بأن ولدي أصبح مطلوبا لإسرائيل".

ما بين شعر طويل وشعر قصير وإطلاقٍ للحية وملابس عادية وبسيطة بدأت حياة العياش العسكرية

يقول أبو عبد الرحمن وهو أحد المقربين للمهندس لمراسل راية "كانت لديه أساليب تنكر ولكنها بسيطة، ففي بعض الأوقات تجده يقوم بإطالة شعره والوقت الاخر يقوم بقصه، تجده في بعض الأحيان قد أطلق لحيته، حتى أنني في أحد المرات قد رايته وقد عمل شاربه مثل أبو عنتر، هذه بعض الأساليب التي كان يتخفى بها وليس كما يشاع بأنه كان يرتدي القبعة ويضع السوالف كالمتدينين اليهود فهي بعيدة كل البعد عن الشخصية التي كان يتمتع بهى يحيى؛ حتى انه عندما دخل الى غزة دخلها عبر شاحنة لنقل الخضروات".

"يحيى كان يفكر بسلاسة ولم يكن ذو شخصية معقدة، قليل الكلام وإذا سئل تكون إجاباته محدودة وببضع كلمات فقط. حتى ملابسه لم يكن يرتدي ما هو ملفت للنظر فجل ملابسه كانت بسيطة جدا" يشير أبو عبد الرحمن.

ويؤكد أيضا "بقيت حركة وتنقلات يحيى بعد المطاردة مدروسة بدقة كبيرة فقد كان يأتي الي مشياً على الأقدام في كثير من الأحيان وبعض الأوقات كان يستقل السيارة، فأنا أذكر في أحد المرات التي قدم بها ألي أخبرني بأنه يسير منذ غروب الشمس وانا كنت وقتها اعد نفسي لصلاة الفجر بجميع عتاده وأغراضه حتى أنني أذكر وقتها بأنه كان يحمل حقيبتين كبيرتين إحداهما كانت ثقيلة جدا. وفي إحدى المرات كان قد أتى الي بصحبة الشهيد علي عاصي وهو احد الفريق الرباعي المؤسس لكتائب القسام بالضفة الغربية برفقة يحيى عياش وزاهر جبارين وعدنان عاصي، وكان بإنتظارهما الشهيد بشار العامودي الداعم اللوجستي لعملية العفولة التي نفذها الشهيد رائد زكارنة بتاريخ 6/4/1994".

"عملية ‘رامات أفعال’ بتل أبيب كانت النقطة الفارقة في حياة يحيى فقد أدخلته إلى أصعب مرحلة مر بها وهي مرحلة مطاردته لأنه كان داخلاً الى عالم وواقع جديد لا يعلم عنه شيء فقد كان من أوائل المطاردين مع علي وعدنان عاصي وزاهر جبارين، حتى ان الشهيد علي عاصي مع بدايات مطاردته حضر الى منزلي وخرج يومها معي الى صلاة المغرب والعشاء وكأن شيئيا لم يكن فقد كانت المطاردة في ذاك الوقت بسيطة ولم تكن معقدة مثل هذه الأيام" كما يقول أبو عبد الرحمن.

كل عملية كان يقوم بها يحيى تعد مرحلة فارقة في خبرته وحياته العسكرية فقد بدئها بتجهيز السيارات وتفخيخها كعملية الشهيد رائد زكارنة الى إعداد الأحزمة الناسفة كعملية الشهيد عمار عمارنة بالخضيرة، فقد أدرك تماما إن الاحزمة أقل تكلفة وأدق بالتنفيذ.

يقول صالح الشنار وهو أحد مبعدي مرج الزهور في عام 1992 "مع بداية الانتفاضة الأولى كان يحيى طالبا في جامعة بير زيت وبعد أن توقفت الدراسة لمدة ستة شهور حضر الي عندما علم بان لي صلة مع حركة حماس فأصبح منذ وقتها حلقة الوصل في منطقة رافات ودير بلوط والزاوية فيما يخص فعاليات الانتفاضة وقتها".

"عندما كنا نجلب البيانات ليحيى لم يكن يتقبل الامر ودائما ما يبدي إمتعاضه من فكرة البيانات والسكاكين ورشق الحجارة والفعاليات التقليدية والتي كان يعتبرها عقيمة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي "يشير الشنار.

ويضيف الشنار "قٌطعت علاقتي بيحيى بعد اعتقالي بشهر 11 من عام 1991 وبعد ذلك تم إبعادي الى مرج الزهور، فعندما أبعدتنا إسرائيل الى مرج الزهور ظنت بإنها قد قضت على حماس بشكل نهائي، لكن وجود يحيى بالضفة وبداية عمله العسكري كان له إيجابية كبيرة للحركة وخاصة أنه أثبت لإسرائيل بأنها لم تقضي على حماس بل جعلها توقن بأن العمل العسكري قد تطور بشكل كبير والى اعلى المستويات في ذلك الوقت، وعند سماعنا لخبر أي عملية يقوم بها العياش يدخل السرور والفرح الى قلوبنا وخاصة انها كانت فترة صعبة علينا".

التطور الذي وصل اليه يحيى من عملية ‘رامات أفعال’ وحتى عملية شارع ‘ديزنكوف’ التي كانت أخر عملية للعياش والتي قلبت الموازين وقتها كان له الأثر الواضح بالشارع الإسرائيلي فبعد العملية تم عقد مؤتمر لمحاربة الإرهاب بطلب من أمريكا في شرم الشيخ بمصر.

المحطة الأخيرة من رحلة العياش مع العمل العسكري كانت في قطاع غزة الذي وصل إليه في نهاية عام 1994 بعد عملية شارع ‘ديزنكوف’ في تل أبيب التي أدت الى مقتل 23 إسرائيلاً وكان منفذها الشهيد صالح نزال بتاريخ 19-10-1994.

كان لجواسيس الشاباك اليد الاولى في إغتيال العياش من خلال هاتف نقال أعطاه له كمال حماد شقيق أسامة حماد الذي كان يحل ضيفا عليه العياش، 50 جراما من المتفجرات زرعت داخل الهاتف كانت كفيلة بإنهاء حياته

Loading...