هل راجعت الرياض حساباتها من "صفقة القرن" ؟

بينما ذكرت صحف عبرية أن السعودية رفضت صفقة القرن الامريكية المتعلقة بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كونها لا تعالج ملفي القدس واللاجئين، راى الباحث الاستراتيجي الأردني منذر حوارات إنه لم يلمس أصلاً أي تصريح معلن من الرياض يظهر أنها قد وافقت على الصفقة منذ البداية سوى تصريح منسوب لولي العهد محمد بن سلمان،  لكن حوارات يعتقد مع ذلك أن ادراك السعودية ان الادارة الامريكية الحالية خدعتها في كثير من الأمور دفعها لمراجعة حماستها اتجاه الجهد الامريكي المبذول لحل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي. 

وقال حوارات في حديثٍ لراية أن موقف الفلسطينيين الثابت هو من جعل الجميع يراجعوا مواقفهم ، واستطاع أن يقول للقيادات العربية ولكل العالم بانه لا تغيير في الثوابت الفلسطينية من إقامة الدولة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية والتمسك بحل عادل لقضية اللاجئين.

ويرى حوارات أن شعور القيادة السعودية بأنها تعرضت لخداع امريكي سيدفعها  تناقش كل التفاصيل التي تطرحها الولايات المتحدة باتزان استراتيجي دون الذهاب في مغامرات سياسية.  

ويشير حوارات إلى انه لم يتم أساساً الحديث عن صفقة القرن، إلا كتسريبات إعلامية دائماً كان مصدرها إسرائيل، ولم يكن هناك مقترح أمريكي ثابت يمكن الحديث عنه.

ويشدد حوارات على أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحل بمبدأ الصفقات، فهي متعددة الجوانب، ولا احد يمكنه القبول بمقترحات ترمب التي فيها تنازل حقيقي عن جوهر القضية الفلسطينية وهذا غير مقبول لا فلسطينياً ولا عربياً" على حد تعبيره.

وحول ما كان يتم الحديث عنه من ضغوط تمارس على الأردن والسلطة الفلسطينية، قال حوارات إن تلك الضغوطات كانت موجودة فعلاً وتهدف لايجاد فرصة للحوار، لأن الفلسطينيين كانوا قد أعلنوا موقفاً ثابتاً برفض مناقشة المقترحات الأمريكية، والآن لم يعد هناك داعي لفتح الحوار، فما يطرح أمريكياً غير مقبول للعرب والفلسطينيين.