الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

فيديو

ساحر الزجاج في أرض كنعان

الخليل_ رايــة:

 طه أبو حسين

على الذراع الأيسر لسوق الخواجات باتجاه الحرم الإبراهيمي في الخليل، تشدّك حرارة متدفقة تسري من جدران مبنى عتيق تجاوز عمره مئات السنين، فتوصلك مدخلًا بطول ثلاثة أمتار وعرضًا لا يتجاوز المتر الواحد، تتدلى من سقفه وجانبيه الأسماك بألوان متعددة والدوائر وغيرها من الأشكال الزجاجية وبينها العين الزرقاء التي تفضي بك لسرّ الحرارة؛ حيث يُصنع الجمال وتتجلى روح الإبداع عند الفنان "يعقوب النتشة".

"أرض كنعان للزجاج اليدوي التقليدي" معقل الفنان يعقوب النتشة "56 عاما"، من مدينة الخليل في بلدتها العتيقة، الذي يهبط إليه فجر كل يوم ولا يغادره إلا آخر الليل، وهو يتابع نداء روحه بتشكيل نماذج فنية من مادة الزجاج، ليصنع أشكالًا لها أول دون آخر، تبدأ من الإبريق، وتمر بالتحف من أسماك وقلادات، ولا تنتهي عن المسابح الزجاجية.

"الزجاج دمي وروحي وحياتي، فلا أقوى البعد عنه يوم واحد، حتى عند النوم تكون السيجارة والقهوة معي تبدأ الأفكار تدور في ذهني بالأشكال والتصميمات الجديدة التي سأنفذها في اليوم التالي. وأنام وأنا أحلم بالزجاج والشغل فيه" قال يعقوب.

يعقوب إنخرط في مهنة صناعة الزجاج منذ كان عمره سبع سنوات عند عمّه، لكن الأخير حاول منعه من الإقتراب لفرن الزجاج، غير أن الطفل المشاكس كان قد وقع في هيام المهنة، وكونه كان ينام في المصنع ويبقى وحيدًا بعد مغيب الشمس عند مغادرة الجميع لمنازلهم، أخذ يتعلم بمفرده؛ تشكيل الزجاج.

"يوميًا كنت أسهر لأتعلم الزجاج، أحرق نفسي، ألون حالي، تخرب معي القطعة، أتابع سبب تلفها ثاني يوم، وأبقى أتعلم دون أن يدري بي أحد، وفجأة بعد سنة عملت قطعة لا يعملون مثلها، فتفاجأ عمي، وسألني كيف تعلمت؟ ثم فتحوا لي نافذة خاصة بالفرن لأبدأ العمل وكان عمري تقريبا تسعُ  سنوات" قال يعقوب.

" مائة جدي سبق أمه على المسلخ"، من هذا المثل الشعبي إنطلق يعقوب بسرد انجازاته على مدار 49 عامًا في مهنة صناعة الزجاج. "أخذت الجائزة الأولى من الأردن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين، ومثلت فلسطين في 17 دولة أوروبية وعربية، كما أن حوالي 70 من التصاميم الموجودة بالسوق هي من تصميمي الشخصي".

بينما كان يعقوب ينفخ بعصا حديدة بطول المتر مشكلًا قطعة زجاجية. قال "كل مهنتي يدوية، من خلال النفخ أعمل كل الأشكال، والأهم الأفكار في الرأس".

في متابعة خطوات تصنيع الزجاج التي تبدأ بإعادة تدوير الزجاج المستعمل من قناني العصائر وغيرها، ثم تلوينها، فعند انصهار الزجاج داخل الفرن بحرارة 1500 درجة مئوية تقريبا يدمج باللون، ثم أستخرج الكمية المطلوبة لتشكيل الشكل المطلوب.

يوضع بالفرن حوالي طن من الزجاج المكسر، وبعد انصهاره باللون، يشكل عبر وسيلة النفخ والملقط، ثم يضعها بفرن آخر بدرجة حرارة 500 تقريبا، وهي عملية التبريد التدريجي.

الفرن يبقى شغال حوالي 20 ساعة كل يوم، فقط يطفأ 4 ساعات، خوفا من تفتفت الطوب ويصبح مثل النحاتة وبالتالي يتلف الزجاج إن دخلت عليه الأتربة.

يعقوب يشتهي أن يعلم المهنة لأولاده الذين لم يتقنوها بعد حتى تبقى متوارثة كونها تقليدًا خليليًا، مبينًا "الشكل والزخرف المطلوب يعتمد على الخبرة والذوق".

Loading...